أختي أمل الله يحفظك..

طبيعي أن تشعري بشيء من التوتر واللخبطة في المشاعر فمدة العلاقة لم تكن قصيرة وعاطفتكِ جيّاشة.. والشيطان يسوءه أن تنجحي في هذا الاختبار وتنتصري..
ورجوعك لتلك العلاقة يهدم كلّ ما تبنين.. ويفتح الجرح بعد التئامه.. كالمدمن يوحي لنفسه أنّ هدوءه وراحته في المخدر وهو يعلم في قرارة نفسه أنّ فيه هلاكه..
كلّ النساء والرجال لهم عواطف وغرائز جامحة.. ومعرّضون للفتن (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنّا وهم لا يفتنون* ولقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا وليعلمن الكاذبين*)..
فنحن في أختبار وابتلاء.. ولست وحدكِ من يكابدُ ذلك بل كُلنا مثلكِ (لقد خلقنا الإنسان في كبد)

الذي يستحقك ويعزك يا أختي أمل هو الذي يطرق بابكم ويكلم والدك ليخرج علاقته بك إلى النور أمام كلّ الناس في العلن.. يفتخر بارتباطه بك ويجعل هذا الارتباط ميثاقاً غليظاً ولا يرضى بالدّسّ والخفاء.. لو علِم هو بنفسه أنّ لأخته علاقة في حدود علاقته بكّ لتميّز غيظاً وربما مدّ يده عليها وأتهمها واعتبر صاحب العلاقة متلاعب.. فإن رضي لكِ بما لم يرضاه لأخته فمحبته غير صادقة.. ومودته وهم.. وعمله غيرُ صالح..
قال أبو العتاهية..
وإذا تناسبت الرجال فما أرى... نسباً يُقاسُ بصالح الأعمال..

أختي أمل قلتِ ( كنت أتوب و مع كذا أوضح له انه لسه في مشاعر تجاهه و السبب اني ما أتقبل الخسارة ابدا )..
وكررتِ أكثر من مرة في هذا الموضوع أن سبب استمرارك بالعلاقة عدم تقبلك للخسارة أبداً..

هذا كلام جيّد لو عرفتِ حقاً أين الخسارة.. حتى ترفضيها ولا تتقبليها..

أختي عودتك لمن يتلاعب بمشاعرك ونقضك لتوبتك وبناء أوهام خارج علاقة الزواج هي الخسارة الحقيقية..
أما النجاح في توبتك بقطع علاقتك بمن يتلاعب بك ولا يفتخر أبداً أو يعتز ويتلهف أن تكوني شريكة حياته.. النجاح في هذه التوبة وفي قطع العلاقة هو النجاح والفوز الحقيقي..

رسّخي هذه الحقيقة في عقلك وكيانك.. ثمّ ارفضي الخسارة واسعي للانتصار والله معكِ..

بالنسبة للشخص الذي خطبك قبل سنة.. اعرفي يا أختي أن رزقكِ كأجلكِ لو فررتِ منه ستجدينه في وجهكِ يتلقاكِ.. كلهُ في كتاب قبل أن نُخلق (...لكيلا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم...)

وإن شاء الله بعد قطعكِ العلاقة سيأتيكِ من هو أفضل منه فرزقكِ لن يفوتكِ.. وتعلقكِ بمسألة الارتباط و العفاف مع شخص محترم اكثر من تعلقك بشخص بعينه هو الصواب والفطرة.. الله يبلغك مرادك ويعطيك أحسن مما تتمنين..

وإن شاء الله عدم تقبلك للخسارة سيساعدك على النجاح في طريقك الذي تسيرين فيه وفي عدم الرجوع للوراء وفي قربكِ من ربكِ وتحقيق أهدافكِ ولن تكوني عبرة إلا لمن أراد الاعتبار بمن تجاوز الصعاب وحقق الأهداف وأزاحت آمالُهُ على آلامَهُ ونجح في الحياة..
...
..
.

__________________
سأكتبُ شعريَ الباكي ..... بدمع القلب لا الحبرِ
أُسَطِّرُهُ على كبدي ..... وأتركُ دَفْتَرَ الشِّعْرِ
جراحُ أحبتي في الأرضِ ..... تبعثُ عاصِفَ الفِكْرِ