وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..

في البداية أخي الفاضل ..
إن دفعك مبلغ المهر والمصروف (الذي لم يجبرك عليه أحد)..
لا يوجب عليها انقيادها لك وخضوعها في كل الأمور ..
ولا يوجب عليها إمطارك بكلام الغزل والعشق كل يوم!!

أصلاً حتى لو أنها تقول لك كلام الغزل كل يوم..
ستراودك الشكوك وراء تكرارها لهذا الكلام مرات كثيرة في وقت قصير!!

أنتم ما تزالون بالبداية، هذه المرحلة هي مرحلة التأسيس..
استغلها بالشكل الأمثل!
خصوصاً أنكم في أماكن مختلفة..
اسأل بذكاء واعرف عنها أكثر، وقم بإثارة فضولها للتعرف عليك أكثر..
وحببها فيك وفي العيش معك مستقبلاً.
وفّر كلمة "أحبك" للحظات المناسبة..
لكي يصبح لها نكهة حلوة تُسعدها وتزيدها فيك حباً..
وتستطيع أن ترد عليك بمثلها وأفضل..
بدلاً من حوارك معها الآن الذي يا إما غزل يا إما عتاب!

لا تكن مفرط الحساسية هكذا، خفف من حساسيتك وعتابك..
صارت البنت تتهرب منك لأنها تشعر بالملل ..
وتخشى إن بقيت تحادثك أن تتشابكا في حوار ينتهي بزعلك منها..
لذلك فهي تتحاشاك قليلاً، ولكنك لا تفهم ذلك فصارت ترفع صوتها عليك مؤخراً
هي صحيح رفعت صوتها لكنها ماتزال محترمتك فهي لم تصرح بالأمر بشكل مباشر.
لأنها تعلم أنه سيجرحك كثيراً لو قالت لك "وخر عني شوي ليه ناشب فيني كذا"..

أخي الفاضل ..
إن زواجها منك لا يلغي ارتباطاتها الأخرى كصديقة وابنة..
في الحقيقة إن ملازمتها لك 24 ساعة على الواتس أب وغيره أمر غير صحي لعلاقتكما.

والآن، دعنا نتكلم بصراحة..
هل هناك تشابه بين الحديث مع صديقة.. والحديث مع زوج مستقبلي..؟
بالطبع لا..
فالحديث مع صديقة أمر ممتع ومألوف ولا يتطلب الكثير من الحذر..
بينما الحديث مع زوج مستقبلي مرهب ويدعو للتفكير والحذر من قول كلمة خاطئة..
لذلك، دعها تأخذ مساحتها..
دعها تتنفس قليلاً..
لكي تستشعر أبعاد الزواج..
لكي يخف قلقها حول المستقبل والخطوة الكبيرة في حياتها..
والأهم من ذلك كله: لكي تشتاق إليك!!

حالياً أقترح عليكم تخصيص وقت معين لا تتكلمان معاً إلا فيه..
يكون في ساعة معينة أو ساعتين في اليوم فقط (أو حسب ما يناسبكم الاثنين)..
لكي تتحمسا لبعض..
لكي تتحدث معك هي بأريحية أكثر، وتجد كلاماً تصوغه لك بشكل أفضل..
وبحيث لا تلتصق فيها أنت بعد هذا الوقت حين تراها online (مطلب مهم).
بمجرد انتهاء الوقت هذا.. اتركها..
ولا بأس من توديعها بكلام غزلي معقول!

وطد علاقتك بأصدقائك، وأشغل نفسك بهوايات مفيدة..
لا تجعل عالمك كله يتمحور عليها.
اقرأ كتباً ومقالات تساعدك على فهم الزوجة والتعامل معها
وأكثر من الدعاء أن يحنن الله قلبها عليك ويجعل من زواجكما خطوة مباركة
تنسيك مذاق اليتم والحرمان.

هناك شيء آخر..
كثرة الاعتذار سذاجة،
وتجعل المخطئ يؤمن أنه لم يرتكب أي خطأ.
وخصوصاً زوجتك، اعتذارك حتى وهي المخطئة يكسر مهابتك لديها..
لذلك: لا تعتذر إلا عن أخطائك أنت..
أخطائك وحدك فقط.

وختاماً..
تذكر أن المرأة التي دخلت حياتك وستعيش معك هي "زوجة"..
وليست "أم" ، فلا تشبك بين مهام الاثنين..
وتُحمّل زوجتك ما لا تطيق فتخسرها.

سدد الله خطاك
وغفر لك ولوالديك وجمعك بهما في فردوسه الأعلى
ووالدينا وكل المسلمين.

__________________
{ واصبر وما صبرك إلا بالله ولا تحزن عليهم ولا تك في ضيق مما يمكرون } النحل:127