الطريقة الثانية في علاج الانحراف العاطفي لدى الفتيات: نشر الوعي في المجتمع حتى يصل الوعي إلى كل أم وأب، ونشر الوعي بين المعلمات حتى تكون على إحاطة بهذا الموضوع، أما الطالبات فهن الأهم في نشر الوعي بينهن من خلال توزيع الأشرطة والكتب المناسبة ووضع المسابقات عليها، وأن تكون الجوائز مما يعود على الفتيات بالنفع والفائدة كالكتب النافعة والمجلات الإسلامية، ونشر الوعي أيضًا من خلال التوجيه المستمر من قبل المعلمات خلال الدقائق الخمس الأولى من الحصة، ومن خلال حصة النشاط وغير ذلك، وخصوصًا في المرحلة المتوسطة مع ذكر القصص التي تحقق الوعي والتخويف. وما المانع أيضًا أن يدرج هذا الموضوع ضمن أحد المناهج أو أن يفرد بمادة مستقلة، فتربية الفتاة على الفضيلة وتحذيرها من الرذيلة أهم من دراسة الفيزياء والرياضيات، وكذا الحال أيضًا في نشر الوعي بالنسبة للطلاب.
الطريقة الثالثة: مقاطعة الانترنت، وأغلب الطالبات اللواتي يدخلن الانترنت إنما يردن بذلك التسلية، ومن كان هذا هدفها فإنه في الغالب أنها لا تسلم من الانحراف، وقد تصل إلى درجة إدمان المواقع الإباحية وبرنامج المحادثة، وسندرك أهمية ذلك حينما نعلم أن الانترنت تسبب في اغتيال عفاف عدد كبير من الفتيات.
حدثني أحد الشباب التائبين بأنه يعمل في صيانة أجهزة الكمبيوتر، وأنه قبل التوبة كان يقوم بالتفتيش في أجهزة الزبائن ويقول أن أغلب الشباب يوجد لديهم في أجهزتهم ملفات خاصة للصور الإباحية، وهذا يكشف حقيقة استعمال الشباب لهذه التقنية، وإذا كان هناك حاجة لاستعمال الانترنت في الدعوة إلى الله فلابد من الشروط الآتية:
أولًا: وجود الحاجة الدعوية
ثانيًا: أن يكون الجهاز في مكان مفتوح في المنزل كالصالة ويشاهده الجميع.
ثالثًا: ألا تظهر فيه شخصية الفتاة بأنها امرأة حتى في المنتديات الإسلامية.
رابعًا: ألا تظهر بريدها الالكتروني في مشاركاتها.
خامسًا: ألا تضيف أي رجل ليس من محارمها إلى الماسنجر الخاص بها.
الطريقة الرابعة: الحذر من الجوال للفتيات قدر المستطاع، والبعد عن مهاتفة الرجال كذلك، ويتأكد المنع إذا كانت الفتاة ذات صوت رخيم، فإن ذلك سبب في طمع من في قلبه مرض. قال الله تعالى: ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفا ً) (الأحزاب:32)
وينبغي الحذر أيضا من أن تختلي الفتاة بالهاتف حتى لو كانت تتحدث مع صديقتها أو ابنة عمها أو ابنة خالها، بل ينبغي أن تتحدث أمام أهلها وأمها حتى ولو لم تأخذ راحتها في الحديث كما يقال. وأية فتاة اتصل بها أحد الشباب المعاكس فيجب أن تغلق الهاتف فورًا وألا تتحدث معه مطلقًا حتى بالنصح، ولابد أن تقهر فضولها فلا ترفع السماعة لتسمع دون أن تتحدث، فهكذا كانت بداية سقوط الفتيات.
ولو فرضنا أن امرأة وصلتها رسالة جوال أو اتصال من شاب معاكس، فيجب أن تخبر أحد محارمها المناسبين حتى يخبر الهيئة، وقد حصل هذا لإحدى الفتيات العفيفات فأخبرت محرمها وأخبر أحد أعضاء الهيئة وتم الاتصال به واستدعاؤه وأُخذ التعهد عليه واعتُبِرت سابقةً في ملفه.
أما الحديث عن جوال الكاميرا، جوال الباندا وأمثاله فإنه الأشد خطرًا وفتكًا لما فيه من خاصية التصوير وخاصية البلوتوث وغيرها.