أختي أمل الله يوفقك..
بالنسبة لعدم تمام الخطوبة.. لن اكرر الكلام أنه أمر مقدر ولعله خير لك.. وهذه الامور تحصل كثيرا جدا.. عدم اتمام الخطبة.. وأحيانا عدم تمام الزواج حتى مع حصول العقد.. لن أطيل في هذه النقطة لأنك تعيها وإن حاول الشيطان أن ينسيك ويحزنك ويؤلمك..

لكن أرى بين السطور خطوة ايجابية جدا خطوتيها تبدت لي خلال كلامك.. أرى أن صراعك الداخلي قل أو اقترب الى الزوال.. اعني صراعك مع العلاقة السابقة ووساوس العودة إليها.. يدل على ذلك اندفاعك باتجاه الزواج وتخطيطك له وتحسرك على فواته.. وتركيزك على المواصفات لا على الشخص بعينه.. وهذا جيد وإن تأخر.. لأن مشاعر الحب السابقة ينبغي ان تتحول لكره نتيجة لما تعرضتي له من امتهان وألم.. مهما كان ذاك الشخص.. فمن لا يبذل نفسه ليرى السعادة في وجهك فحبه وهم وكذب..
إن أخاك الحق من كان معك ....... ومن يضر نفسه لينفعك
ومن إذا ريب الزمان صدعك ...... شتت فيك شمله ليجمعك

بالنسبة للخطاية ومواقع الزواج.. لا زلت على رأيي.. لا أنصحك بها أبدا.. وأكثر من فيها غير صادقين خصوصا من الرجال..
اسألي نفسك.. ما المواصفات التي تريدينها؟
ثم اسألي نفسك.. ما الذي يدفع رجل بهذه المواصفات لموقع زواج أو لخطابة؟

الأصل أن رجل بهذه المواصفات لا يحتاج ابدا لموقع زواج أو خطابة.. وكثير جدا من الاسر تقبل بمن مواصفاته قد تكون أقل بكثير من المواصفات التي تريدينها.. يمكن ان يجد الرجل ذو المواصفات الوسط من تقبله بسهوله.. فلماذا يلجأ لمواقع الزواج؟.. ربما النساء أكثر صدقا وتكون حسنة النية وتقول لم يأتيني أحد فلأجرب..
الخطر سيكون أقل بكثير لو كانت أسرتك ممن لا ترى اشكال بهذه المواقع وتابع أخوك الموضوع..لكن في نفسي شيء من ذلك خصوصا من مواقع الزواج..
من جهة أخرى مواصفاتك ممتازة وخطابك كثر.. ربما العائق الوحيد حاليا تواجدك في الغربة وبعدك عن اهلك.. ومن يفكر بالزواج قد لا يفكر بامراة في الغربة.. حتى لو كان منفتحا قد لا يناسبه أن ينتظر كذا سنة ليكون معها في بيت واحد.. عندما ترجعي وتكوني بين أهلك وتحضري المناسبات سيكثر خطابك كما كان قبل أن تسافري ويأتيك من يستحقك ويحفظك ويصونك بإذن الله..

بالنسبة لغريزة الامومة والرغبة بالزواج تكلمت في مشاركة سابقة أن نمط الحياة حال دون اشباع هذه الغرائز في وقتها الصحيح.. دراسة ثم وظيفة ثم دراسة.. والعمر يمشي وعدم اشباع هذه الحاجات الفطرية يتعب النفس والعقل.. ولا درع واقي إلا الصبر والدين وبذل الوجه لرب العالمين..

أهنئك على قراءاتك لكتب ابن القيم وابن الجوزي.. ونقولاتك الجميلة عن ابن القيم في أكثر من مشاركة.. فهذين الجبلين في كلامها طب للقلوب وعافية للأرواح وشفاء للصدور.. وكلامهم يعين على الثبان ويبهج النفوس ويعطي جرعات امل تعالج الألم وتزيله..

الله يرزقك الصبر والثبات ويوفقك لكل خير..
...
..
.

__________________
سأكتبُ شعريَ الباكي ..... بدمع القلب لا الحبرِ
أُسَطِّرُهُ على كبدي ..... وأتركُ دَفْتَرَ الشِّعْرِ
جراحُ أحبتي في الأرضِ ..... تبعثُ عاصِفَ الفِكْرِ