اختي روح الطير

تصادفني كثير من ردودك على الاعضاء في مواضيعهم ، وحقيقة اعجب كثيراً بحكمتك وردودك المنطقية..

ولكن اسمحي لي بأن أدلي بدلوي في مشكلتك، وربما يكون ردي مختلفاًَ وقد تجدين فيه بعض القسوة، فأرجو أن تتحمليني.

اولاً نحن نأخذ الموضوع من طرف واحد وهو طرفك انت، ولا نعلم عن ما يواجهه زوجك منك ومن اهلك ومن غيركم.

انا هنا لست لأقف بجانب زوجك، ولكني سأحاول تفسير هروبه إلى أصدقاءه من واقع تجربتي الشخصية وتجربة العديد من معارفي الذي مرو بتجربة مشابهة..

النقطة التي سأتكلم عنها هي الوضع المادي، ووجود فرق كبير بين دخلك ودخل زوجك وتحملك للمسؤولية تجاه الأسرة مما اضعف موقفه أمامك ، واسقطه من عينك ..

وليكن بعلمك فإن الرجل حساس جداً تجاه هذه النقطة، ولكنه يخفيها وتترجم إلى ردود أفعال خصوصاً عندما يصاحب هذه الفجوة شعور بمنة الزوجة عليه ومحاولتها ايصال فكرة انه لا يقوم بواجبه تجاه الاسرة وانها هي اللتي تقوم بهذا الواجب..

تختلف ردود افعال الرجال حسب تدينهم ، وحسب مستواهم العلمي والثقافي، وباعتقادي فإن الرسائل المباشرة او المبطنة التي تصله منك او من اهلك هي التي تسببت في هروبه من هذا الواقع إلى اصدقائه أو إلى امرأة اخرى، مما زاد من نفورك وزاد من حجم المنة التي يحس بها لأنها اصبحت صريحة ومباشرة وبلا مواربة..

اختي روح الطير ، مهما بلغ سوء زوجك ، فإنه انسان ويحس، والزوجة الذكية هي التي تجاهد حتى لا تحسس زوجها بمنتها عليه وللأسف قليل من توفق بذلك (الغالب تظهر المنة في التصرفات وفي النقاشات ولا تكون مباشرة)..

ان تنازلك منذ البداية وتطوعك للقيام بدور الزوج هو ما اوصلكم لهذه النتيجة، وانا هنا لست الومك، فقد قمتي بما رأيتيه صحيحاً في ذلك الوقت وانتظرتي منه ان يقدر ذلك ولكنه بدلاً من ذلك اصبح يهرب منك ومن المسؤولية لإحساسه بعجزة عن القيام بكل ما يجب.

الآن وقد حصل ما حصل ارجو منك اعادة النظر في قرارك ، وفي الكلام الذي ذكرته..

وكما ذكرتي فإن زوجك يجتهد في اصلاح نفسه، ولكنك تطاردينه بالتقليل من شأنه امامك بمحاصرته مادياً وتذكيره بأنه اقل شأنًا منك، واحساسه باستغنائك عنه مما تترجم لديه برغبته في الهروب من المنزل الذي يحس انه ليس منزله، وبالنقيض رغبته في القرب منك شخصياً لأنك زوجته ويرغب في كسر الجدار الذي اقمتيه بينكما..

حاولي ان تعتبري كل ما تقدمينه لهذه العلاقة أنما تقدمينه لنفسك ولأبنائك، واضيفي عليه ان تقدمي لأبناءك والدهم بعدم ابعاده عنهم لتحقيق رغبتك الشخصية فقط.

اعلم انه لا يمكن اجبار النفس على شي تكرهه، ولكن التفكير في الايجابيات وتقدير محاولاته للإصلاح من نفسه ومساعدته في ذلك، ووضع اهداف معقولة ومرحلية ربما تساعدك على ذلك..

ابدئي بنفسك، وقللي من تعاليك عليه وغيري نظرتك له واسمحي لنفسك بالمسامحة فإنها تفيدك قبل أن تفيده وانا على يقين بإن إحساسك بالنفور منه سيخف..

ارى تناقضاً في رغبتك، فأنتي تتضايقين من هروبه وكثرة تغيبه عن المنزل ، وفي نفس الوقت تتضايقين من محاولته للتقرب منك ورغبته في التواجد معك بعيداً عن الأطفال..

انا اتساءل ما المطلوب منه بالضبط حتى تستمر الحياة ، ولا يخسر ابنائك والدهم؟؟

ركزي على نفسك ، كما فعلتي سابقاً واجتهدي فقد قطعتي شوطاً كبيراً ، وما عليكي سوا الصبر حتى تصلي للنتيجة المرجوة..


تحياتي لك ، واكرر اعتذاري عن القسوة التي يتضمنها ردي.. ولك مني كل الشكر والتقدير لتحملي..