إن كان لا بد من الاختيار
فأختار الحنون استنادا على أسس شرعية .. وتميل لذلك نفسي أيضا
أليس الله عز و جل قال " و جعل بينكم مودة و رحمة "
أليست الرحمة هي العطف و الحنان ؟
ألم يعتب الرسول عليه الصلاة و السلام على احد الصحابة و قال "ما أملك و قد نزع الله من قلبك الرحمة "
و قال أيضا "الراحمون يرحمهم الله"
و أحاديث كثيرة لا حصر لها في الرحمة و العطف و الرأفة بالناس ..

" وحدثني مالك عن صفوان بن سليم انه قال قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن بخيلا فقال نعم فقيل له أيكون المؤمن كذابا فقال لا"

والبيهقي في شعب الإيمان ( 4 / 207 ) : " أخبرنا أبو زكريا بن أبي إسحاق أنا أبو الحسين الطرائفي نا عثمان بن سعيد نا القعنبي فيما قرأ على مالك عن صفوان بن سليم أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أيكون المؤمن جبانا قال نعم قيل أيكون المؤمن بخيلا"

والحديث كما ترى مرسل فصفوان بن سليم من التابعين.

قال أبو عمر لا أحفظ هذا الحديث مسندا بهذا اللفظ من وجه ثابت وهو حديث حسن ومعناه أن المؤمن لا يكون كذابا يريد أنه لا يغلب عليه الكذب حتى لا يكاد يصدق هذا ليس من أخلاق المؤمنين وأما قوله في المؤمن أنه يكون جبانا وبخيلا فهذا يدل على أن البخل والجبن قد يوجدان في المؤمن وهما خلقان مذمومان قد استعاذ رسول الله صلى الله عليه وسلم منهما. التمهيد ( 16 / 253 )
__________________

__________________
اللهم اجعله لي كما أحب ، و اجعلني له كما يحب ، و اجعلنا لك كما تحب.