البارحة في الليل
كنت مع صديق لي مقرب
ومع تجاذب أطراف الحديث أخبرني أنه فعل فعل متهور ونادم عليه ويقول حتى الإنسان لو كبر في العمر وأصبح متزن في عقله وتفكيره إلا أنه يحصل منه بعض الأخطاء

طبعاً القصة
هذا صديقي كان عاقد على فتاة مطلقة قبل 20 سنة وكانت جميلة جداً جداً وكان ملهوف عليها وكان كل شئ جاهز البيت والأثاث وغيره ولم يبقى إلا حفل الزواج.. ولكن قبلها بمدة بسيطة إعتذرت منه الفتاة وطلبت الإنفصال
عموماً .. ليس موضوعنا قصة الفتاة الآن

المهم صديقي أخبرني البارحة أنه قبل أسبوعين علم بوفاة أخو الفتاة لأنه مشهور... وطرئت في باله فكرة أن يعزي الفتاة ( وحقيقة الأمر أن قلبه لازال متعلق بها ) .. وقال في نفسه ربما إذا سمعت صوتي بعد 20 سنة قد تحن... ( ويقول لو إكتشفت أنها مطلقة وأعطتني وجه للرجوع فسأرجع لها )
فبحث عن رقمها في برامج الأرقام وبدء يجرب رقم رقم حتى طاح عليها وكلمها.. وبعد السلام.. قال لها هل عرفتي صوتي فقالت لا من أنت.. فقال فلان وقد أردت تعزيتك في أخيك.. فقلت شكراً لك وأنهت المكالمة سريعاً ( يقول لا أدري هل هي متزوجة أم لا )

لكن الذي آلمه وأكتشفه في نفسه.. أنه أضاع مدة 20 سنة في الإحتفاظ ببقائها في قلبه وعندما تجرء وتواصل معها لم تعطه وجه

فقلت له لو طلعت فعلاً مطلقة وأعطتك وجه ورجعتو لبعض ولكن بعد المدة الطويلة هذه عندما نظرت لها وجدتها قد تغيرت ملامحها كثيراً عليك ولم تعد بذلك الجمال الذي تذكره فماذا ستفعل.. قال أتوقع أنها لازالت جميلة لأنها تهتم بنفسها كثيراً ولكن لو إختلفت كثيراً وبدء عليها ملامح الكِبر فربما لا أقبلها.. ( مع العلم أن صديقي متزوج وعنده أبناء )

ما أود إيصاله من هذه القصة بغض النظر عن أحداثها
هو أن بقاء الشخص حبيس تعلقه القلبي وهو لايدري عن الطرف الآخر هل يريده أم لا وهل لازال يكن له نفس التعلق أم لا ... والأهم من ذلك ضياع الوقت الطويل الذي ربما يصل لسنين دون معرفة حقيقة رغبة الطرف الآخر ( ياأبيض ياأسود )
أما شغل لمحلي ولمحتله
وكتبلي وكتبتله

ماهو إلا إهدار للوقت ومكانك سر



أعانك الله