طيبعة هذا العصر وخصوصاً السنوات الأخيرة وبتأثير من التقنية التي زاحمت كل شيء علينا يؤدي إلى أن يكون كل شيء سريعاً، وأن تتعدد خيارات المرء بل وتتغير بسرعة مواقفه وقناعته حسب مؤثرات مختلفة، الأنسان سريع التحويل والتذمر تقريباً، يريد دائماً أن يلهث ويرى ماخلف السراب، من ضمن ذلك الصداقات، فالإنسان يصادف أناس كثر في حياته، ويستبدل أشخاصاً بآخرين ظناً منه أن لديهم ماهو مميز ومختلف، كما أن عامل قلة التجربة ونوعاً من الأنانية وعدم الحكمة وتقدير الأخرين أو الصدقات وأهميتها وأثرها له دور في ذلك، مع وجود التكنولوجيا بمختلف أنواعها ساهمت في إنزواء الإنسان وابعاده عن المحيط الاجتماعي من خلال استغراقه وقتاً أطول فيها، وهذه لها دور في عدم الاحتياج أو الشعور بأهمية الصديق، فلو لم تحل في حياته، سيشعر أنه فارغاً وبالتالي سيبحث ويتواصل مع الأصدقاء، عامل أخير وهو قد تكون أنتي لكِ شخصيتك وهواياتك وطرق تفكيرك التي لا تتوافق أو لا تتناسب مع كثيرين، ربما لأن شخصيتك مميزة وفريدة وأنموذج عالي، ولذلك لا تكون جذابة للعامة من الناس، وقد تكون شخصيتك عكس ذلك ولا تتسق أيضاً مع العامة من الناس فلا تروق لهم.

هل يجب أن تلهثي وتطلبي من الأخرين أن تبقى صداقتهم معك!؟
صحيح أن المرء يحب أن يبقى مع من يرتاح له ويشعر بالأمان والسعادة بقربه، وللمرء أن يحاول ذلك لكي يقطع الشك باليقين مع عدم تجاوب ذلك الطرف، ولكن إن واجه صدود أو عدم اهتمام، فمن خسارة الوقت والعمر أن يبقى المرء يتحسر على فقدانه، فمن لم يقيمك ويهتم لك فمن السوء والسخط أن يضل المرء يسعى خلفه كائناً من كان ومهما كانت معزته في القلب طالما أن ذلك يصد عنه، وبالأخير ستجدي من يشاركك أفكارك واهتمامتك وشخصيتك، كما أنه أنتي أيضاً يجب ألا تفرطي في أولئكَ الأشخاص الذين يهتمون بك ولا تجدي مشتركات متطابقة وكثيرة، وتذكري أنكِ إذا وجدتي من تتطابق شخصيتك واهتمامتك معه بنسبة معقولة فاحتفظي به.