منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
الموضوع
:
تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
عرض مشاركة واحدة
25-02-2016, 05:40 PM
#
6
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
سورة مدنية إلا الآية 13 نزلت في الطريق أثناء الهجرة . وقيل إنها نزلت بعد يوم بدر وقيل نزلت في غزوة أحد.
لقد ارتبطت بداية السورة بما انتهت به سورة الأحقاف ،بخذلان الكفار بالعذاب وإهلاك من أعرض عن الدعوة النبوية {فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون} {فهل يهلك إلا القوم الفاسقون}، وموضوع سورة محمد مناسب لآخر السورة المتقدمة،
إذا هي من السور المدنية، و عٌنِيت بالأحكام التشريعية، شأن سائر السور المدنية، وقد تناولت السورة أحكام القتال، والأسرى، والغنائم، وأحوال المنافقين، ولكنَّ المحور الذي تدور عليه السورة هو موضوع "الجهاد في سبيل الله" و لذلك تسمى أيضا سورة القتال
سميّت السورة بـ (محمد) إذ ِببِعتته يحل الذل والخذلان على الكفار على يده وأيدي أتباعه وكل من سار على نهجه، فهو نبي الملحمة .ذلك تذكيراً باتباع محمد ونهجه إذ هو مقياس لقبول الأعمال.
تسمى أيضابسورة القتال، وفي تسميتها بالقتال دعوة للمؤمنين إلى الالتزام بالقتال والمغزى أن أمد الصفح في الدعوة قد انتهى. سينتقل بعدها إلى القتال في سبيل الله وهو وسيلة أخرى من وسائل الدعوة.
وإن وجه تسمية سورة محمد بسورة القتال لما ذكر فيها من لفظ للقتال ومشروعيته وبعض أحكامه. لأنه (القتال) امتحان لصدق أتباع الرسول وهو أمر يشٌقُ على الأنفس فطاعة الرسول تتمثل في إقبالهم على الجهاد في سبيل الله.,
يقول الله تعالى:{ وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مُحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ}{محمد: 20}.
وهذا إلى أن يخضع أهل الأرض كلهم، ليحل حينئذ الذل والخذلان على الكفر وأهله. فالقتال من أكبر وسائل إذلال الكفار على يد المؤمنين وعاجل هلاكهم في الدنيا.
وقد سميت أيضا سورة" الذين كفروا"، لأنها افتتحت بهذا اللفظ،
و لأهمية الأعمال في حياة المسلم،وما يترتب عليها من صلاح ،فقد ورد في سورة "محمد" ذكر إحباط الاعمال وقبولها 12 مرّة في 38 آية وتربط السورة دائماً مسألة قبول أو إحباط الأعمال بإطاعة الرسول واتّباع أوامره وسنّته. والحبوط لغة هو انتفاخ بطن الدّابة حيت تأكل نوعاً ساماً من الكلأ ثم تلقى حتفها، وهذا اللفظ أنسب شيء لوصف الأعمال التي يظنّ أصحابها أنها رابحة ولكنها تنتهي إلى البوار.
تكرر ذكر إحباط أعمال أهل الكفر بألفاظ عدة ،حيث وردت في السورة ألفاظ مترادفة تشترك في دلالتها على صورة من صور الخذلان وهو إحباط أعمال الكفار وضياعها. من هذه الألفاظ إضلال أعمالهم (أضل أعمالهم ) قال تعالى :
(الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَن سَبِيلِ اللَّهِ أَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ (آية 1)
ومنها تسمية عملهم بالباطل الذي لا بقاء له (اتبعوا الباطل)، (ولا تبطلوا أعمالكم).
ومنها التصريح بالإحباط )فأحبط أعمالهم)، )وسيحبط أعمالهم)،
{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ }(آية 9)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (آية 28)
وتارة بوصفهم بالتعاسة (فتعساً لهم)،جاء في السورة قوله تعالى :
{وَالَّذِينَ كَفَرُوا فَتَعْسًا لَّهُمْ وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ} (آية 8)
وأخرى بالدمار (دمر الله عليهم)،
وكذا بالترة (ولنيتركم أعمالكم) أي أيها المؤمنون! إن الله تعالى لن يبطل أعمالكم ولن يجعلها وتراً لا تشفع لصاحبها.
{فَلَا تَهِنُوا وَتَدْعُوا إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} (آية 35)
وقبول أو إحباط الأعمال مرتبطة بطاعة الرسول قال سبحانه:
(وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمْ (آية 2)
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} (آية 33)
ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ (آية 28)
ثم تتوسط السورة آية محورية (وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا لَوْلَا نُزِّلَتْ سُورَةٌ فَإِذَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ مُّحْكَمَةٌ وَذُكِرَ فِيهَا الْقِتَالُ رَأَيْتَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ نَظَرَ الْمَغْشِيِّ عَلَيْهِ مِنَ الْمَوْتِ فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَّعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ) آية 20 و21 تخبر المسلمين أنه أولى لهم طاعة الرسول إذا أرادوا قبول أعمالهم لأن كل طريق إلا طريق محمد فهو ضلال كما قال وقد قال الإمام ابن حنبل: نظرت في القرآن فوجدت (أطيعوا الرسول) 33 مرة ثم سمعت قوله تعالى (فليحذر الذين يخالفون عن أمره).
وختمت السورة بذكر عقاب المؤمنين الذين لا يتّبعون الرسول r. (هَاأَنتُمْ هَؤُلَاء تُدْعَوْنَ لِتُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنكُم مَّن يَبْخَلُ وَمَن يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَن نَّفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنتُمُ الْفُقَرَاء وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ) آية 38
ارتباط أولها بآخرها
استُهِلَّت السورة بإحدى صور خذلان الكفار وهي إبطال أعمالهم بسبب كفرهم ]الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم، وبصلاح أحوال المؤمنين وفوزهم وكفّر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم، وهذا أمر آخر يزيد من خذلان الكفر وأهله.
وانتهت كذلك ببطلان العمل بسبب الكفر (وسيحبط أعمالهم)، (ولا تبطلوا أعمالكم)، وبيان علو المؤمنين وعزتهم {فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون}، (ولن يتركم أعمالكم).
وكذا انتهت بصورة أخرى من صور الخذلان لمن لم يتعاون مع المؤمنين لإذلال الكفار.
فمن لم يبذل ولم يسع لتحقيق هذا الهدف فإن الله سيستبدل غيرهم {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم}.
__________________
دورة اقرأ وارتق ... دعوة لتلاوة القران الكريم
هل تتعرضين للابتزاز في الانترنت؟
هنا من ينقذك
هداية الله
مشاهدة ملفه الشخصي
البحث عن المشاركات التي كتبها هداية الله