منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
عرض مشاركة واحدة
قديم 02-03-2016, 01:39 AM
  #8
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )














سورة الفتح مدنية . من المثاني .نزلت في الطريق عند الانصراف من الحديبية ،بعد سورة " الجمعة " .

وقد ذكر أهل السير أن تاريخ هذه الغزوة كان في السنة الثامنة من الهجرة في شهر رمضان

قال تعالى :
(هُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوكُمْ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَالْهَدْيَ مَعْكُوفًا أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ وَلَوْلَا رِجَالٌ مُّؤْمِنُونَ وَنِسَاء مُّؤْمِنَاتٌ لَّمْ تَعْلَمُوهُمْ أَن تَطَؤُوهُمْ فَتُصِيبَكُم مِّنْهُم مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَن يَشَاء لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) آية 25

تعالج السورة الأسس التشريعية في المعاملات والعبادات والأخلاق والتوجيه شأن سائر السور المدنية

وسميت" ‏سورة ‏الفتح "‏ لأن ‏الله ‏تعالى ‏بشّر ‏المؤمنين ‏بالفتح ‏المبين وبدأت السورة باسلوب توكيد " إنا فتحنا لك فتحا مبينا " آية1.





وقد جاء في سبب النزول عن عطاء عن ابن عباس قال:
أن اليهود شمتوا بالنبي والمسلمين لما نزل قوله :
( وَمَا أدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي ولاَ بِكُمْ )
وقالوا : كيف نتبع رجلا لا يدري ما يُفْعَلُ به ؟
فاشتد ذلك على النبي فأنزل الله تعالى
(إنَّا فَتحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا لِيغفرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبكَ وَمَا تَأخَّرَ ) .

وقد سميت بسورة الفتح. لأنها سورة الفتوحات الربانية، يتجلى ذلك في العناية الربانية بالمؤمنين وبيان فضلهم وجزائهم وتهدئة نفوسهم وتسكين قلوبهم وثورتهم حين منعهم أهل مكة دخول البيت الحرام.

قال تعالى :
(هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ وَلِلَّهِ جُنُودُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) آية 4. (لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) آية 5

نزلت هذه السورة الكريمة على الرسول كما اسلفنا بعد عودته من صلح الحديبية ولمّا نزلت فرح بها فرحاً شديداً وقال: "أنزلت عليّ الليلة سورة هي أحبّ إليّ من الدنيا وما فيها".

قال تعالى :
(لَقَدْ صَدَقَ اللَّهُ رَسُولَهُ الرُّؤْيَا بِالْحَقِّ لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُؤُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ فَعَلِمَ مَا لَمْ تَعْلَمُوا فَجَعَلَ مِن دُونِ ذَلِكَ فَتْحًا قَرِيبًا) آية 27





ولقد سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه الرسول عليه الصلاة والسلام : أفتح هو؟
قال : يا عمر إنّه لفتح
هو فتح كبير الاوهو فتح مكة
ويجب أن ننوه بأن فترة الهدنة التي حصلت أثناء صلح الحذيبية من أهمّ الفترات في انتشار الرسالة وإسلام العديد من الناس
قال تعالى هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا) آية 28


و لم تكن السورة تبشر بفتح مكة فقط بل اشتملت عدة فتوحات ربانيةعلى المؤمنين ، نستعرضها فيما يلي:


&-إتمام النعمة والهداية
(لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِن ذَنبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ وَيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكَ وَيَهْدِيَكَ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا ) 2

&- الرضى عن المؤمنين
(لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) آية 18

&-الجنّة
(لِيُدْخِلَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ
وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ اللَّهِ فَوْزًا عَظِيمًا) 5


&-الغنائم
(وَمَغَانِمَ كَثِيرَةً يَأْخُذُونَهَا وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَعَدَكُمُ اللَّهُ مَغَانِمَ كَثِيرَةً تَأْخُذُونَهَا فَعَجَّلَ لَكُمْ هَذِهِ وَكَفَّ أَيْدِيَ النَّاسِ عَنكُمْ وَلِتَكُونَ آيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ وَيَهْدِيَكُمْ صِرَاطًا مُّسْتَقِيمًا) آية 19 و 20


&-وعدا بالنصر
(وَيَنصُرَكَ اللَّهُ نَصْرًا عَزِيزً) 3





ولنسأل أنفسنا لماذا استحق المسلمون هذا الفتح كله؟ الجواب بكل بساطة لأنهم صَدَقوا الله في العبادة وعلم الله صدقهم وجزاهم

وفي ختام هذه السورة يذكر لنا الحق سبحانه صفات المؤمنين الذين يطيعون الرسول المستحقين للفتح

(مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِكَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ
وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا ) 29




وهذه الآية أوضحت صفات الرسول عليه الصلاة والسلام والذين معه
بحيث جمعت لهم العبادة والعمل فهم الأمة الوحيدة التي جمعت هاتين الصفتين معاً ،بخلاف أن اليهود كانوا ماديين فقط والنصارى كانوا روحانيين وربانيين فقط.ولم يكونوا يدعون للعمل

۞۞۞۞

ويمكن أن نستخلص من السورة أن النصر من عند الله ولكن بعد أخذ الاسباب

۞۞۞۞







رد مع اقتباس