رد: [مميز]: الزواج: من الرخاءِ إلى الشقاء
-Lofty- - البليغ- سلم ألحان- ابتسامة جذابة- الأستاذ فهلوي - مسز داني تماضر- سكر
ينابيع الهوى- الوفاء- متفائلة
أشكر لكم تواجدك الجميل والرائع كروعتكم وروعة قلوبكم
سأرد بسرد، يأخذ في الأعتبار كل ماطرح من خلال ردودكم المميزة، ويكون ردي من وحي تلك الردود
أين مربط الفرس ياسادة وياسيدات؟ المشكلة تكمن في أن الأحلام كبيرة، والواقع لم ولن يكون موازياً ولا قريباً لتلك الأحلام، المشكلة ياسادة وياسيدات تكمن في أن المرأة الجديدة أصلاً لاتعرف دورها كزوجة، ومايجب عليها، المشكلة أنها تررررريد أن تبقى في حياة الترف واللامسؤولية، المشكلة أنها لاتريد أن تنفك من تلك المرحلة السابقة، المشكلة أنها لم تؤهل وتُعد للحياة الزوجية، بفعل قصور تربوي في هذا الجانب، وبحكم واقعٌ يجتاحنا دون أن نتنبه لآثاره السلبية، وبحكم مجتمعٍ يعيش لحظته دون أن يعد أبناءه للمرحلة المقبلة، الزواج لم يكن يوماً مكاناً لتحقيق الأحلام الوردية، إنما مكاناً للبناء والتعاون وبناء الأولويات.
إن النساء اللائي تزوجن قبل عشرين سنة وما قبلها، كنّ أكثر قدرة على التأقلم مع الحياة الزوجية، كانت الأحلام والآمال والطموحات تنبني فقط على زوجٍ يهتم ويرعى، وعلى بيتٍ مسقر، وعلى تكوين أبناء وأسرة مترابطة، كانت المرأة والزوجة تدرك مسؤولياتها وأدوارها في بيت الزوجية من شؤون البيت إلى غرفة النوم، كانت المرأة والزوجة تعي أن زوجها هو محور حياتها، وليس جزءاً من مُتعها مضافاً إلى المتع المتعددة التي كانت قبل الزواج، لم تكن تجد المرأة والزوجة صعوبة في التأقلم مع ذلك الرجل والوافد الجديد في حياتها، لقد كانت مُعدةً لتلك الأيام الزوجية قبل زواجها بسنوات، بفعل ماتشاهده مِمَن سبقهن من الزوجات الأخريات، كانت ترى الحياة الزوجية ودور الزوجة من خلال أختها الكبرى وقريباتها وأمها، في حين أن الزوجة الجديدة عادة قبل أن تتزوج لا تعي فعلاً أن دورها القادم سيكون مختلفاً تماماً عن وضعها الحالي الذي تتمرغ في متعه، إنها صدمة غير متوقعة، وأقرب إلى السجن مع الأشغال الشاقة منها إلى الحياة الزوجية والسكن الروحي والأسري ذلك الأحساس الذي شعرت بها النساء قبل عقدين من الزمن أو أقل.
إن عبارة ( الزواج من الرخاءِ إلى الشقاء)، لا يعني أن الحياة الزوجية هي شقاء في حقيقتها، إنما مدى الإنغماس بهذا الرخاء وبتلك اللامسؤولية في ماقبل الزواج سيقود إلى أن ترى المرأة أن الحياة الزوجية ليست إلا شقاءً دائم.
وكذلك الحال مع الرجل الذي يظن أن الحياة الزوجية سهلة المعادلة، فهي متعة جنسية دائمة لا أنفكاك منها، وانغماس في لذة لا صحوة منها، حلٌم لا ينطفئ ولذة لا تختفي، وينسى أنه أخذ من وثق فيه أهلها وقدموا لهم أعز من ربوا وتعبوا، وما أن تأتي وتمر الأيام، ويبدأ الضيق بعد ملل من هذا الوافد، ويعود الرجل أدارجه حيث اللهو مع الأصدقاء ومتابعةالأشياء التفاهة على حساب أولويات الأسرة والحياة الزوجية، والتذمر من الطلبات والمسؤوليات والواجبات، يريد ذلك الرجل أن يبقى حراً كما كان، أن يسافر كيف شاء، أن يسير مع أصحابه حيث أرادوا دون أن يدرك أن الزواج إلتزام ومبدأ، وليس مجرد أهواء، إن أكبر الإشكاليات التي تواجه الرجل في اتخاذه لقرار الزواج أنه لا يفكر كثيراً أن للحياة الزوجية واجبات وطبيعة تختلف كلياً عن تلك الحياة التي قبلها، لايفكر الزوج الجديد كثيراً كيف يقضي وقته مع زوجته وأبناءه ولا يفكر كيف يحدد وقت نومه، لا يفكر أن الحياة بشكل عام وخططه وقرارته يجب أن تكون وفق حياته الزوجية، ينسى الزوج أن الحياة الزوجية هي مايجب أن تكون المحور في الحياة لا الهامش كما هو حاصل مع كثير من المتزوجين، إن استمرارية الشاب في صلته بحياة المتعة واللامسؤولية قبل الزواج ستجعل في البيت اهتزازات كثيرة لها آثارها القريبة والبعيدة على صعد مختلفة.
إن حياة المتعة واللهو الحاضرة الآن، والتي تقود إلى الملل من كل شيء، والتي لا تقبل أي تنظيم أسري، ولا تطيق أي إلتزام واحساس بالمسؤولية والواجبات تلقي أثرها على تفاصيل حياتنا فيحدث إرتدادت على صعد كثيرة في حياتنا الزوجية، فتصبح الحياة الزوجية على كف عفريت أو على صفيح ساخن.
لقد آن الأوان أن تدرك الزوجة الجديدة، أنها يجب أن تخلع ثوب اللهو والدعة إلى الأبد، وتدرك أن لها واجبات كثيرة، يكون محورها الزوج والبيت، ولقد آن الأوان للزوج الجديد، أن يدرك أن قرار الزواج ليس شهوة فقط ومتعة خالدة، وإنما هي مسؤوليات متعددة وتحتاج إلى رجل يدرك أهميته لبيته وزوجته وأبناءه وأن يكون على قدر المسؤولية، آن له أن يقطع الصلة بحياة ماقبل الزواج ويدرك أن للحياة الزوجية طبيعتها وبرمجتها التي يجب أن يطوع نفسه وحياته لها، أو أن عليه أن يكف ويدع بنت الناس لمن يستحقها، والحال نفسه للبنت، إما أن تكونَ زوجة كما ينبغي أن تكون الزوجة الحقة، أو أن تلزم بيتها وتعيش في سكرة ذلك الوهم والمسمى المتعة واللامسؤولية.
__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..