منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )
عرض مشاركة واحدة
قديم 11-03-2016, 02:20 AM
  #2
هداية الله
عضو المنتدى الفخري [ وسام العطاء الذهبي لعام 2015 ]
 الصورة الرمزية هداية الله
تاريخ التسجيل: Apr 2014
المشاركات: 4,649
هداية الله غير متصل  
رد: تلاوة كتاب الله ( دورة اقرأ وارتق 2 )









سورة القمر بدأت السورة بفعل ماضي ،لم يذكر لفظ الجلالة " الله " في السورة .

سورة القمر من السور المكية ، وقد عالجت أصول العقيدة الإسلامية ، كما سبق أن رأينا في اسور المكية التعرّف على الله فيها من خلال النقم وهى من بدئها إلى نهايتها حملة عنيفة مفزعة على المكذبين بآيات القرآن ، وطابع السورة الخاص هو طابع التهديد والوعيد والإعذار والإنذار مع صور شتى من مشاهد العذاب والدمار .




سميت بالقمر لورود ذكر انشقاق القمر فيها ، وهي آية عظيمة ، ودليل قاطع على صدق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ، وسميت كذلك بـ ( اقتربت ) لورود ذلك عن بعض الصحابة .

وسبب نزولها ما روي عن عبد الله بن مسعود قال : انشق القمر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت قريش : هذا سحر بن أبي كبشة سحركم ، فاسألوا السُّفَّار ، فسألوهم ، فقالوا : نعم قد رأينا ، وأنزل الله عز وجل : { اقتربت الساعة وانشق القمر . وإن يروا كل آية يعرضوا ويقولوا سحر مستمر } .



ثم تنتقل الآيات إلى الحديث عن القيامة ، حديثاً يجسد أهوالها

{فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْءٍ نُّكُرٍ}(6)

{خُشَّعًا أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُّنتَشِرٌ}(7)

{مُّهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ}(8)

ثم تحكي مصير الأمم السابقة ، وعاقبة الضلال والعناد ،وتذكر في معظم آياتها نماذج لمن كذّب بآيات القرآن وفي كل حلقة منها مشهد من مشاهد التعذيب للمكذبين ،
وقد تكرر فيها ذكر {فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ} لترهب الإحساس البشري

وكذلك تكررت الآية{وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِن مُّدَّكِرٍ} لترغيب الناس في القرآن



فقد تحدثت عن قوم نوح وما لقوا من عذاب جزاء تكذيبهم :
( وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ ) آية 12،

وقوم عاد مثلهم : { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحًا صَرْصَرًا فِي يَوْمِ نَحْسٍ مُّسْتَمِرٍّ } آية 19،

وذكر عذاب قوم ثمود: { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ } آية 31،

وكذلك قوم لوط: { إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ حَاصِبًا إِلَّا آلَ لُوطٍ نَّجَّيْنَاهُم بِسَحَرٍ } آية 34،

وآل فرعون:{ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا كُلِّهَا فَأَخَذْنَاهُمْ أَخْذَ عَزِيزٍ مُّقْتَدِرٍ } آية 42.

وكلها تتحدث عن كيفية غضب الله تعالى لنتعرف عليه من خلال النقم التي لحقت بمن كذّب بهذا القرآن.





ثم تأتي الآيات بالوعيد للكافرين ، عذاب في الآخرة ، ومذلة وخزي في الدنيا

{أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ}(43)

{أَمْ يَقُولُونَ نَحْنُ جَمِيعٌ مُّنتَصِرٌ}(44)

{سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ}(45)

{بَلِ السَّاعَةُ مَوْعِدُهُمْ وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ}(46)

{إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلالٍ وَسُعُرٍ}(47)

{يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ}(48)





وقد ختمت السورة بآية بيّنت مآل السعداء المتقين لتحافظ على توازن اسلوب القرآن في الترغيب والترهيب

{إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ}(54)

{فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِندَ مَلِيكٍ مُّقْتَدِرٍ}(55)



وللسورة فضل عظيم ، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ بها وبقاف في عيدي الأضحى والفطر لاشتمالهما على مقاصد عظيمة في تربية الأمة .




رد مع اقتباس