منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - وفاتنا القطار ...
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-03-2016, 06:51 AM
  #1
تمآضر
عضو نشيط جدا
تاريخ التسجيل: Aug 2014
المشاركات: 257
تمآضر غير متصل  
وفاتنا القطار ...

القِطَار وماادراكَ ماالقِطَار؟

لن يشعر بهذه الجملة إلاممّن صنّفها المجتمع تحت فئة (من فاتها القِطَار)، وماأبرَع مجتمعنا -الذي يَزْعُم أفراده بأنّهم يتحلَّونَ بالانسانيّة والرّحمة-باِنْتِقَاء جُمَل تعبيريّة -تُخَصُّ بها النساء على وجه التحديد-، وتُطلَق هذهِ الجُمَلْ عن عمدٍ أو سَهْو وعن علمٍ أوجهل .

(فاتها القِطَار) في مجتمعنا و الذي ينطلق في حٌكْمِه من -أحكامه الجاهله والجائِرَة-تُرَادِفْ تماماً مصطلح( العنوسة )والذي استخرجه مجتمعنا البائس من أعماق (معاجم اللٌّغَة)؛ليطلقها على الفتاة التي تاخّر زواجها -علماً أنّها لُغَوِيّا-تُقَالُ للمرأة والرجل الّلذان تأخّر زواجهما على حدٍ سواء، ولم اسمع انها قد قيلت من قبل لِرَجُل تأخّر في زواجه.

ثم اجتمع قومنا واختلفوا على تحديد الفئة العُمْرِيّة التي ذَهَبَ القِطَار وتركها وحيدةفي محطّة الانتظار، والحقيقة أنّهم لم يتَّفِقُوا على رأيٍ واحد، اذ ذَهَبَ جماعة من القَوم على أنّ: هذا التعبير يُطْلَق على من تجاوزت الخامسة والعشرين دون زواج، ثم أَتَى فريق آخر أكثرعُمْقَاً في -تَفْكِيرِه-من الفريق الأول فقال :دعونا نُمْهِل الفتاة فرصة حتى سنّ الثلاثين فإذا وَصَلَت لهذا السِّنّ من دون زواج فقد فاتها القِطَار.
ّ
والحقيقة أنّهم لايعلمون كم تُؤثِّر مثل هذه الألفاظ على مشاعر الفتاة ، حتّى حين يتناقشون في بعض وسائل الاعلام حول قضايا -تأخّر الزواج-لاتخلو ألفاظ الكثير منهم من لفظ (عانس او فاتها القطار)، مع انّ هناك ألفاظ ألطف تعبيراً وأخفّ وطأة على النّفس إلاّ أنّها لاتُسْتَخْدَم ، لأنّ الكثير منهم يفتقد لِلَبَاقَة الكلام.

قد يُقال أنّنا - معشر الفتيات العازبات- مصابات بفرط الحساسيّة ، وأُكَرّر ماقلته مُسْبَقَاً: لن يشعربمدى مرارةمثل هذه الأوصاف الاّ من وُصِفْنَ بِهَا.


----دعوة للتفاؤل----

القطار الذي يرى المجتمع -المُعَاق فِكْرِيّاً وأخلاقيّاً-أنه تركنا في محطة الانتظار هو في الحقيقة (الرزق) ،والرزق يارفيقاتي لايوجد في محطات الانتظار على هذه الأرض، بل الرزق في السماء عند ربٍ كريم فلن يفوت أحداً رزقه مادام حيّاً.

القطار يارفيقاتي ليس هو وسيلة المواصلات الوحيدة ، اذا ذهب القطار المُزْعِج بصوته، أَتَتْ طائرة تحلّق بنا في السماء حيث اللاضجيج.

القطار الذي ينصرف عنّا يارفيقاتي ، يحمل بداخله شّراً نجهله ،وسيأتي غيره من القطارات التي تحمل بداخلها كل خير.

.
.
.
حياة قادمة سعيدة اتمناها لي ولكلّ العازبات.

الى اللقاء سأذهب للدوام قبل ان يفوتني القطار



التعديل الأخير تم بواسطة ويبقى الحنين ; 23-03-2016 الساعة 10:30 AM
رد مع اقتباس