رد: انا والوالدة
تأثّرت بقصتك كثيراً أخي الفاضل، والحمدلله أن حَفِظَكَ الرحمن ، وهاأنت انسان مكافح مجتهد رغم كل الظروف ، وهذا من فضل الله عليك .
أخي الفاضل: الانسان لاينسى الألم ، ولاينسى من سبّب له الألم ،وأمرّ ابتلاء يمرّبه الانسان أن يكون المُسَبِّب للألم أحد والديه ، وكما أنّ الله عزوجل حرّم الظلم على نفسه فهو لم يٌبِيحُه لا لأَب ولا لأم.
واذا علمت أنّ الله عدل ، ستعلم أن مابينك وبين والديك مُسَجّل في صحيفتهما ، والله وحده من يتولّى أمرهما.
ولكننا في نفس الوقت مأمرون بالبرّ سواء كانوا اهلنا كفار او مسلمين ، وسواء كانوا طيبين أو سيئين ، وربّما هذا هو ابتلائك في هذه الدنيا ليعلم الله ماأنت صانع ، وهو ابتلاء بلاشك ليس بهيّن.
لست مُلام على مشاعرك اتجاهما لانّها خارجة عن ارادتك ، ولكنك مُلام على ماتستطيع فعله.
فنصيحتي لك أخي الكريم:
أن ترد على اتصالاتها ، ثم بعد مدة وقد تقبّلت عودتها لحياتك ، اذهب لزيارتها والاطمئنان عليها بين الحين والآخر ، وأَعْلَمُ كم هو أمر صعب ،لكن في كل مرة عليك أن تطلب العون من الله وتقول : يارب أفعل هذا من أجلك وحدك.
مازلت يااخي صغير ، والحمدلله أمك طلبت منك السماح ، هناك من ظلم أبنائه ومات وهو على ظلمه دون أن يعترف بخطئه.
وربّما حين تذهب تزورها تجد الحب والدفء من أخواتك وربّما أخواتك الآن او في المستقبل يلجأون اليك ويرونك سندهم بعدالله.
أسأل الله ان يعينك ، وان يجعل كل مامررت به في حياتك رِفْعَة لك في دنياك وآخرتك.