سمارة أنا بصراحة متوجسة منذ البداية من أسلوب التجاهل معه و الندية في مقابلة خطئك بخطئه خشيت التصعيد بل و توقعته
خطؤه كان عليك معالجته في حينه بردة الفعل المناسبة اما و قد مضى أن تستحضريه في مشكلتك و تربطي بينهما فأسلوب فيما يبدو لي والله أعلم غير موفق أبدا
هو مغتاض أشد الغيض و ربما بنظره مس الأمر رجولته
و أحس و الله أعلم أن أسلوب الطناش هو ما أوقد غيضه أكثر فصعد و صعد ليشفي ما في صدره
أتوقع أي أحد لو كان مغتاضا من شخص فأخبره و قوبل بمواقف فيها تجاهل فسيزيد غيضه
ما الضير يا حبيبة لو تنازلت و ضغطت على نفسك و جئتيه بالمسايسة و اظهار الندم و الالحاح في الاعتذار حتى يرضى ليس اهدارا للكرامة لا والله بل يكسبك صفة من صفات نساء الجنة
وانظري الهدي النبوي في الحديث:
(ألا أخبِرُكم بنسائِكم من أَهلِ الجنَّةِ ؟ الودودُ ، الولودُ ، العؤودُ على زوجِها الَّتي إذا آذت أو أوذيت ، جاءت حتَّى تأخذَ بيدَ زوجِها ثمَّ تقولُ : واللَّهِ لا أذوقُ غَمضًا حتَّى ترضى
الراوي : عبدالله بن عباس | المحدث : عبد الحق الإشبيلي | المصدر : الأحكام الصغرى
الصفحة أو الرقم: 633 | خلاصة حكم المحدث : [أشار في المقدمة أنه صحيح الإسناد]

نعم اعترفت بخطئك و اعتذرت لكن من علياء و في كل مرة يهددك بأمر تظهرين اللامبالاة فيشتعل هو أكثر و يبحث عما يهزك أكثر
يخبرك بزواجه و بنفس الاسلوب تكابرين على احساسك و تظهرين غير ما في داخلك و النتيجة تنقلب عليك
ما الضير لو أبديت تمسكك به عندما أخبرك بالزواج و أنه شيء كبير بالنسبة لك و أن زواجه يؤلمك و أنك أخطأت و لو توقعت بأن الأمر سيكون سببا في خسارة حبيبك ما كنت لتقدمي عليه و أعدت توضيح الموقف كما كتبته لك في مشاركة سابقة و أنك الاهم و قبل كل شي تبت إلى الله و ترجين قبول توبتك منه و الحمد لله أنه رحمن رحيم يقبل التوبة من عباده على خلاف بعض البشر لربما كان أحس بالتئام جرح رجولته و حن قلبه
أما و قد أحس أن الأمر مس رجولته بتغزل زوجته بغيره (و ما قرار الزواج برأيي لو كان حقا سوى انتصار لرجولته المهدورة بنظره ) و تظهرين اللامبالاة و القبول بزواجه مقابل مبلغ زهيد من المال فإنك تعززين لديه الإحساس و أنه لا يملؤ عينك و تنكئين جرحه
حتى لو كان مبيتا لنية الزواج و استغل الوضع أنت قدمت له الفرصة على طبق من ذهب
لا تجعلي كبرياءك يزيد في حجم الخسارة حبيبتي و تعالي قليلا على نفسك و حاولي احتواء الموقف و أقول لو كان التنازل منذ البداية لكان أهون عليك لكن كلما استمر التصعيد كلما عمّقتِ الهوة و تضخم الأمر هذا رأيي و الله تبارك و تعالى أعلم

__________________