تساؤلات زوجتك منطقية لكن المشكلة أن لديكم نصف المعرفة وهي أكثر خطورة من الجهل .
ما ذكرته من تساؤلات منه ما هو نقل تاريخي ومنه ما هو عرف اجتماعي ومنه ما هو مسألة دينية .
التعامل في واقعنا الحياتي ليس بالضرورة يحكم باعتقادات وقوانين دينية
فمسألة خروج المرأة بدون إذن زوجها ليس بالضرورة الاستناد لدليل شرعي يمنع أو يشرع ذلك ، بل قانون أسري يحدد آليات العلاقة بين الزوجين .
فالزوجة ليست قطعة أثاث غير معنية بتحركات الزوج ودخلوه وخروجه ومكان تواجده بل هي جزء من الشراكة الزوجية وبالمثل الزوج ...
على سبيل المثال لا الحصر ليس من المنطق ولا المقبول يخرج الزوج من البيت فجأة وبدون سابق إنذار .
وكذلك الأمر ينطبق على الزوجة لأن هناك شراكة فعليه ليست خاضعة لأهواء فردية بل قوانين مشتركة ألغت كل أسلوب الحياة السابق لعقد الزواج والشراكة ..
فلا يسمح عقلاً ومنطقاً تجاوزها لإنها ستؤدي لخلل في الشراكة الزوجية..
هذا في ما يتعلق بمسألة الخروج والإستئذان .
وفي ما يتعلق بقصة حمزة وعاصم ، هي أحداث تاريخية لا نعرف على وجه اليقين صحتها من عدمه وتقبلها أو إنكارها ليس لها تأثير على واقع أو معتقد الإنسان فهي ليست قضية ذات أهمية يقوم عليها عاجل أمر الشخص وآجلة .
نأتي الآن للمسألة الجوهرية وهي مسألة تعدد الزوجة ..
بعيداّ عن القرآن والسنة والعلماء والأديان نبدأ ونقول ..
المنطق والعقل يقول أن أساس التكوين للحياة قائم على ذكر وأنثى فقط وللتأكيد قائم على " واحد ذكر ووحدة أنثى "

وأي مخالفة لهذا القانون العقلي يعتبر شذوذ فطري يخالف طبيعة الكون وأساس الحياة .
لكن حدث إستثناء ديني وتشريع رباني خاص بالرجل ولم تذكر فيه المرأة وكونه لايوجد دليل شرعي هذا تأكيد شرعي على الأصل الفطري والتكويني ..
ومخالفت المرأة لذلك يخالف المنطق والعقل وأصل التكوين ويخالف التشريع الرباني وتطبيق الرجل للتعدد قد يخالف المنطق لكنه يطابق التشريع ولايوجد مشكلة في عدم فهمه أو حتى تقبله رغم وجود الاستدلالات الشرعية والظروف الحياتية والقوانين الإنسانية .
فلذلك يا عزيزي زوجتك ليست سيئة أو خبيثة هي فقط باحثه عن حقيقة ولديها تساؤلات ينقصها الكثير من المعرفة العلمية والخبرة الحياتية والتعاطي العقلي ..
لذلك هي تحتاج للإحتواء والحوار والإنصات بعيداً عن التصنيف والإقصاء والمحاكمات .
وصدقني لو لم تكن تعني لها كل شيء لما حاورتك وأسمعتك صوت أفكارها التي تعتبر في مجتمعنا خطوط حمراء بالغت العرض والطول تلقي بمعتنقها في غياهب المجهول .
كن لها كل شيء حتى تكتفي بك لأنك أنت الوجود لها ففيك انطوى العالم الأكبر

.
__________________
أخو الحزم قد يقسو على من قد يُرحم ورُب عقوبة أورثت صلاحاً
وقصاصاً ردع ظُلماً موشكاً وموتاً أحيا نفوساً ولولا خشية الناس من الناس
لفسدت الأرض وأكل الناس بعضهم بعضا .