منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - أخي الحبيب الغالي ابو أسامة
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-04-2016, 10:07 AM
  #5
أبو أسامة
رئيس الهيئة الشرعية
تاريخ التسجيل: Jul 2004
المشاركات: 987
أبو أسامة غير متصل  
رد: أخي الحبيب الغالي ابو أسامة

أما بالنسبة للمداعبة بالفم، ففتوى غالب علمائنا على جوازها، ومنهم الشيخ ابن باز رحمه الله، وذلك ما لم يثبت فيها ضرر أو تدخل النجاسة للجوف.

أما طول الثياب، فالحكم فيه يرد إلى ما ورد في النصوص الشرعية كما أسلفنا، وليس إلى فعل أبي بكر وابن مسعود رضي الله عن الجميع، ولنا الحق أن نسأل ونستفهم عن سبب ذلك إن وجد من أحد من الصحابة بالذات، فإنه لا يظن في أحد منهم أنه يعلم قول الله تعالى في مسألة أو قول النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخالفه، إلا أن يكون فهم من النص غير ما فهمنا.
أما حكم الإسبال للرجال، فهو محرم بنص قول النبي صلى الله عليه وسلم: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار) رواه البخاري، ولأبي داود، قال: قال رسول الله صلى الله عليه: (إزرة المسلم إلى نصف الساق ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين وما كان أسفل من الكعبين فهو في النار) وقوله عليه الصلاة والسلام فيما رواه مسلم: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم ولا يزكيهم ولهم عذاب أليم قلت: من هم يا رسول الله خابوا وخسروا؟ فأعاد ثلاثاً. قلت من هم خابوا وخسروا؟ قال: "المسبل والمنان والمنفق سلعته بالحلف الكاذب أو الفاجر) وهذه نصوص لم يرد فيها ذكر للخيلاء، وقد استدل بها بعض العلماء أن الإسبال محرم على كل حال، أما الإسبال مع الخيلاء ففيها إثم ووزر زائد، وقال بعض العلماء أن الإسبال محرم إذا كان لخيلاء، وموطن استدلال هؤلاء وأولئك واحد، وهو الحديث الذي ورد فيه ذكر أبي بكر رضي الله عنه كما في سؤالك، عن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة. فقال أبوبكر: إن أحد شقي إزاري يسترخي إلا أن أتعاهد ذلك منه. فقال: إنك لست ممن يفعل ذلك خيلاء) ولك أن تلحظ اهتمام أبي بكر رضي الله عنه بتعاهد الإزار لئلا يسترخي.
فقال الذين فصلوا في حكم الإسبال: أن الإسبال محرم مطلقا، فإن كان بخيلاء، فإن الله تعالى لا ينظر إليه يوم القيامة.
وبهذه الأحاديث استدل من قال أن الإسبال من الكبائر، لأن الله سبحانه توعد عليه بالنار، فلا يصح التساهل فيه، قال ابن العربي المالكي: لا يجوز للرجل أن يجاوز بثوبه كعبه ولا يقول لا أجره خيلاء لأن النهي قد تناوله لفظا ولا يجوز لمن تناوله لفظا أن يخالفه.. بل إطالة ذيله دالة على تكبره، وحاصل ذلك أن الإسبال يستلزم جر الثوب وجر الثوب استلزم الخيلاء ولو لم يقصده اللابس، ولو جر ثوبه وقال لا أفعله خيلاء كما كان أبوبكر يفعله لغير الخيلاء احتاج إلى من يزكيه كما زكى النبي صلى الله عليه وسلم أبابكر. ويدل على عدم اعتبار التقيد بالخيلاء ما رواه الأربعة إلا ابن ماجه عن جابر بن سليم وفيه: "وارفع إزارك إلى نصف الساق فإن أبيت فإلى الكعبين وإياك وإسبال الإزار فإنها من المخيلة وإن الله لا يحب المخيلة".
ولا يقال: إن قوله صلى الله عليه وسلم: "ما أسفل من الكعبين ففي النار" مطلق، مقيد بمفهوم قوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء"، لأنه قد جمع بينهما النبي صلى الله عليه وسلم في نص واحد، هو قوله: "إزرة المسلم إلى نصف الساق، ولا حرج أو لا جناح فيما بينه وبين الكعبين. ما كان أسفل من الكعبين فهو في النار، ومن جر إزاره بطراً لم ينظر الله إليه". رواه أحمد وأبو داود وابن ماجه.
فلما اختلفت العقوبتان، امتنع أن يحمل المطلق على المقيد لا سيما مع ورودهما في حديث واحد.
أما ابن مسعود فلا أحفظ فيه شيئا، وقد ورد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه زاره في مرض وفاته شاب مسبل، فقال: ارفع إزارك فإنه أتقى لربك وأنقى لثوبك، ولم يسأله إن كان لخيلاء أم لا.
رضي الله عن صحابة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم
ومسائل الخلاف لا يثرب فيها على من أخذ بأحد الرأيين قناعة به، لا اتباعا للهوى، لا يظن بأحد من أهل العلم -إن شاء الله- أنه يأخذ برأي يعتقد أن الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم أراد خلافه.
والله تعالى أعلم.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا


مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.

مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
رد مع اقتباس