رد: كيف تكون سعيدا
عابرون الدنيا ليست لنا
إذا أدركنا هذه الحقيقة فسنحيا فيها بشكل مختلف
لكنه طول الأمل ينسينا بغتة الأجل
يقول مالك بن دينار - رحمه الله -:
"أربع من الشقاء: قسوة القلب، وجمود العين، وطول الأمل، والحرص على الدنيا"
قال تعالى: ﴿ وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ * وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لَا تَشْعُرُونَ * أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ * أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الزمر: 54- 58].
غير أننا نحب اتباع أحسن ما في الدنيا من رفاهية و ترف و نعم فإذا كان أمر الدين رضينا بالدون و بأقل القليل بل و فرطنا إلّا من رحم ربي
فالله المستعان على أنفسنا
يقول الشاعر
أرى أناسا بأدنى الدين قد قنعوا = ولا أراهم رضوا في العيش بالدون
فاستغن بالله عَن دنيا الملوك كما = استغنى الملوك بدنياهم عَن الدين
لن نذوق طعم السعادة حقا إلا إذا أدركت قلوبنا حقائق الإيمان و خالطتها بشاشته
فبمجرد أن يشع نوره داخلنا فإنه يبدد كل ظلمة و تعاسة
إذا أدركنا أننا ما خلقنا إلّا لعبادة الله فعشنا بهذا الهدف و من أجله كنا من السعداء في الدنيا و في الآخرة
في الحديث أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ قام على المنبرِ ، فقال : ( إنما أخشى عليكم من بعدي ما يُفْتَحُ عليكم من بركاتِ الأرضِ ) . ثم ذكر زهرةَ الدنيا ، فبدأَ بإحداهما وثَنَّى بالأخرى ، فقام رجلٌ فقال : يا رسولَ اللهِ ، أَوَ يأتي الخيرُ بالشرِّ ؟ فسكت عنهُ النبيُّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ، قلنا : يُوحَى إليهِ ، وسكت الناسُ كأنَّ على رؤوسهمُ الطيرُ ، ثم إنَّهُ مسح عن وجهِهِ الرُّحَضَاءَ ، فقال : ( أين السائلُ آنفًا ، أَوَ خيرٌ هوَ - ثلاثًا - إنَّ الخيرَ لا يأتي إلا بالخيرِ ، وإنَّهُ كلُّ ما يُنْبِتُ الربيعُ ما يَقْتُلُ حَبَطًا أو يُلِمُّ ، إلا آكلةَ الخَضِرِ كلَّما أَكَلَتْ ، حتى امتلئت خاصرتاها ، استقبلتِ الشمسَ ، فَثَلَطَتْ وبالتْ ثم رَتَعَتْ ، وإنَّ هذا المالَ خَضِرَةٌ حلوةٌ ، ونِعْمَ صاحبُ المسلمِ لمن أخذَهُ بحقِّهِ فجعلَهُ في سبيلِ اللهِ واليتامى والمساكينِ ، ومن لم يأخذْهُ بحقِّهِ فهو كالآكلِ الذي لا يَشْبَعُ ، ويكونُ عليهِ شهيدًا يومَ القيامةِ ) .
قال شيخ الإسلام بن تيمية في مجموع الفتاوى : (التَّقِي لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق، وإنما يحمَى من فضول الدنيا، رحمة به وإحسانًا إليه، فإن توسيع الرزق قد يكون مضرة على صاحبه، وتقديره يكون رحمة لصاحبه. )
جزاك الله خيرا أختي الحبيبة استنكار على لفتتك الجميلة و ما أحوجنا إلى التذكرة
نسأل الله أن يرزقنا القناعة و الرضا و أن يردنا إلى دينه ردّا جميلا
أحبك في الله استنكار
__________________
اشتدت هزات الغربلة و كثر عدد المتساقطين اعقد الحبل و عض بالنواجذ
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد