رد: مراسلات ( مذكرات )
لا أخفيكم سراً
كان والدها يحمل كثيرا من المشاعر السلبية تجاه الحياة
كان ينظر للعالم بقلب أدمته المأساة
لا تلوموه
فبعد أن أصيب بالعمى تنكر له الكثير
و سلبه الظالمون من حقه الكثير
و استعد الظالمون لما بعد رحيله
لينقضوا على ركام حقوق أولئك الصبية
لا سيما أن مرض فراش الموت عاوده
ذات ليل
يستيقظ الأطفال على صوت الباب يغلق بشدة
خرجت أمهم للتو لا يدرون إلى أين
ما الذي يجري
أبي
ذهبت لتلقي نظرة على أبيها
جبين معروق
و ثياب مبللة
عين شاخصة
أنفاس تصارع الصدر
لسان ثقيل يذكر الله
أمسكت يده
تترجاه أن تراه بغير هذه الحال
أبي
ها أنا ذا أمسكت بيدك
قم أذهب بك إلى المسجد
يكلمها بلسان لا تعي ما يقول
تبكي بعد أن شعرت بأنه هذا ما أسماه لها مرارًا الموت
تذهل تضم أخويها
يجتمع الأطفال حول أختهم الكبرى ذات التسع سنوات
تطرق أمهم الباب عائدة و قد جاء معها أبني زوجها الكبيرين و قد هجراه بعد مرضه إلا قليلاً
يدخلان بوجه ممتعض متكدر
يقفان على جانبي والدهما و هي تنظر إلى المنظر و أمها و إخوانها من بعيد
صوت أنفاسهم والدهم يكاد يخترق السماء
يكاد يزلزل الأرض
يكاد يلقي بكل نجم شهاباً
يكاد يأكل عظامهم النحيلة
و يشرب من دموعهم الدافئة
تخبو
و تخبو
و تخبو
و تتوقف
يقبل أحد الإبنين جبين والده
و يغطي الآخر وجهه
و تنهار أمهم باكية جاثية على ركبتيها
تصرخ
يبكون معها
تنظر إلى جسد أبيها
تتخيله يقوم
تتخيله لم يمت
تتخيله يرفع الغطاء عن وجهه
تتأمل في يديه
يا ليته يحركها
يا ليته يحرك إصبعاً واحداً
ليلقي كل ما في الأرض من طمأنينة بقلبها الضعيف
__________________
فيا نجم ..
يا طيب المنتجى ..
ألا هل بعثت بقومي الشجى ..
التعديل الأخير تم بواسطة تفاصيل حلم ; 06-05-2016 الساعة 02:03 PM