رد: موقف ماثر فيا رغم السنين
عزيزتي..
أمي رحمها الله كانت امرأة ذات شخصية قوية جداً .. كانت أكبر إخوانها وسند عائلتها كلها بعد وفاة جدي.
بعد أن تزوجت والدي رحمه الله وأنجبتنا .. لم تكن متهاونة أبداً بل ربتنا تربية شديدة فيها الكثير من الحزم والحرص .. والحقيقة لم يكن أحد يتجرأ على أن يدوس لها على طرف .. والكل كان يعمل حسابها كبيراً وصغيراً.
ورغم ذلك كان موقفها مماثلاً لموقف والدتكِ .. عندما أخبرتُها ذات يوم بأن زوج خالتي يتحرش بي .... فقد كانت ردة فعلها الصمت تماماً.
مع العلم أن التحرش لم يصل إلى محاولة الاعتداء .. ولكنه كان تحرشاً واضحاً لا يحتمل التأويل.
استغربت يومها من موقف أمي رحمها الله .. إلا أنني بأمانة لم أغضب منها يوماً .. بل شعرت ـ بعد أن كبرت ـ بتفهم شديد لموقفها .. كون الأمر فيه الكثير من الحساسية باعتبار أن أطراف المشكلة هم أختها وزوج أختها .. وليس أشخاص غرباء من السهل مقاطعتهم وإنهاء علاقتها بهم وإخراجهم من حياة ابنتها.
لذلك ربما كان من الأفضل ـ حسب وجهة نظرها رحمها الله ـ أن تبعدني أنا عن أي موقف يتطلب انفراداً أو احتكاكاً مباشراً بزوج خالتي .. على أن تواجهه وبالتالي يصل الأمر إلى والدي وخالتي وقد يصل الأمر إلى قطيعة وفضيحة في أحسن الظروف .. أو إلى مصيبة وجريمة في أسوأ الظروف.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.