نظرتي المتواضعة
الصبر و الجهاد اساسيين في هذه الحياة لا يختص بهما الزواج
أما الزواج فسكن و مودّة و رحمة
فإن غابت فإنّ في مؤسسة الزواج خللا يجدر بنا تشخيصه و تداركه
نعم قد تواجهنا في حياتنا الزوجية بعض المنغصات سواء الداخلية أي الراجعة للزوجين أو الخارجية من محيطهما و يكون تجاوزها أيسر إذا كانت العلاقة الزوجية قائمة على المودّة والرّحمة و تحقق بها السكن
و يكون الأمر عارضا أما الأصل في الزواج فالسكن و المودّة و الرحمة
نجاح كلّ مشروع منوط بتحقيق أهدافه و كذلك الزواج يكون ناجحا بتحقيق أهدافه قد
قد تختلف الأهداف من شخص لآخر
و لكن باستقراء آي القرآن الكريم ووفقا للمنهج الرباني الأعلم بالنفس البشرية و متطلباتها يمكن استخلاص 4 أهداف أساسية للزواج:
– السكن والإلف النّفسيّ: لقوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا وجعل بينكم مودّة ورحمة)
–الاستمتاع والإشباع : لقوله تعالى (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهنّ فريضة)
–إنجاب وتربية الأبناء الصّالحين بما يضمن استمرار النّوع البشري ودوام عمارة الإنسان للأرض قال تعالى: (والله جعل لكم من أنفسكم أزواجا وجعل لكم من أزواجكم بنين وحفدة ورزقكم من الطيبات) فالذّرية الصالحة من أُمنيات المؤمنين (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْينٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاما)
–التّقارب الاجتماعي لقوله تعالى: (وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربّك قديرا)
قناعتي والله تبارك و تعالى أعلم كلما اقتربنا من تحقيق هذه الأهداف على أحسن وجه وفقا للمنهج الرباني متزودين بالإيمان و الإحتساب كلما غمرت السعادة حياتنا الزوجية
و لذلك و قبل كلّ شيء فإنّ حسن صياغة أهدافنا منذ البداية رجالا و نساء
وتصحيح رؤيتنا لمفهوم الزّواج و النظرة الناضجة الواعية هي مقوّمات أساسية لترشيد الاختيار( اختيار الشريك) من الطرفين و أوّل لبنة في بناء حياة زوجية ناجحة مع الحرص على التطلع لأهدافنا طول مشوارنا و تصحيح المسار كلّما حاد. فطبيعة النفس البشرية أن لها إقبالا و إدبارا
امتَثِل قوله تعالى ( و ما خلقت الجنّ و الإنس إلّا ليعبدون )
( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ)
و (اسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ)
تستقيم حياتك
ما أجمل الزواج إذا أخذ الزوجان بأيدي بعضهما البعض إلى طاعة الله عندها سيستشعران البركة في حياتهما و سيستشعران معية الله و توفيقه و سيتخطّيان بإذنه تعالى كلّ صعاب هذه الحياة يسمو بهما التطلع إلى ما هو أغلى من هذه الدنيا الفانية.
هذا يقيني شخصيا و ليست فلسفة
__________________
اشتدت هزات الغربلة و كثر عدد المتساقطين اعقد الحبل و عض بالنواجذ
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد