ابنتي الكريمة
وكل عام وأنت بخير
إنا لله وإنا إليه راجعون
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم مقلب القلوب والأبصار أن يفتح على قلب أمك بخير فتح وأن يهديها للصواب ويعظم أجرك ويجعلك محتسبة لله فيما يحصل لك.
1- الأم باب من أبواب الجنة
ولكن هذا الباب قد يكون سهل الفتح وقد يكون صعب الفتح والأجر على حسب ذلك والله أعلم.
2- البر بالأم أمر عظيم وقد سماه الله جهاداً فقي الحديث قال عليه الصلاة والسلام لمم طلب الجهاد في سبيل الله (ففيهما فجاهد). والجهاد بذل الجهد في الشيء وقال تعالى (وإن جاهداك على أن تشرك بي شيئاً فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) الآية ثم بين أنه سيحاسب الجميع.
3- البر هو أن تطيعي والدتك فيما يرضي الله فقط وأما فيما لا يرضي الله فلا طاعة لمخلوق في معصية الخالق وأن تعينيها على ما يدخلها الجنة ويبعدها عن النار وتعينها على نفسها بردعها عن ظلم نفسها وظلم غيرها ومنهم أنتِ.
4- العقوق ليس تجنب غضب الأم أو الأب وليس تنفيذ رغباتهما مهما كانت فالله عز وجل لا يرضى بالظلم ولا قبول الظلم ولا السكوت على الظالم ففي ذلك إعانة له على ظلمه والعقوق ليس سلاحاً للتهديد بل هو معصية يساعد الأب والأم أبناؤهما وبناتهما على تجنبها ولا يدفعونهم لها ثم يهددونهم بها فإذا أمرتك بمعصية ولم تطيعيها فليس هذا بعقوق ولو هددت بالدعاء والغضب فلا تهتمي لأنك أغضبتيها فيما يرضي الله.
5- خوفك من العقوق والبحث عن رضاها بكل سلوكها يسر لها الضغط عليك والتمادي في ظلمك.
6- موقف والدتك هداها الله من والديها فيه عقوق حيث ذكرتي أنها خاصمت والدتها أمام الحضور من أجل صديقتها.
7- سلوكها الشخصي ليس مسؤوليتك إلا بالنصح والإرشاد بالكلام اللين وخفض الجناح لها وحسابها على الله ولن يحاسبك الله على ذلك السلوك لأنك لم ترضيه وقد تقعين بشيءٍ أعظم منه إذا وقفتي بوجهها لتقويم سلوكها.
8- والدتك هداها مما ذكرتي تعاني من عقد حادة مترسبة من أيام طفولتها انعكست على سلوكها ويمكن أن أقوم بفرمتتها نفسياً عن طريقك كما يلي:
سجلي بدفتر ملاحظات كل سلوك لها بلون وتحته لماذا تفعل هذا السلوك بلون آخر ثم تحتهما عبارة مركزة مختصرة لمواجهة والدتك فتقولينها لها بهدوء لتدخل عقلها ثم تغير تفكيرها عبر محاكمات عقلها الواعي المنطقية.
مثال ذلك إذا تصرفت كداعية من أجل المظاهر وخالفت بسلوكها هذا التوجه فتسجلين فعلت كذا والهدف كذا وسأقول لها يا أمي أنت تفعلين أمام الناس ما يرضيك ويخدع الناس ثم تخالفين هذا لوحدك والله يسمع ويرى وعنده الحساب.
وأدخلي عليها عبر من تحب من صديقاتها بالكلام اللين وبشكل مباشر بينكما فقد أوصى الله عز وجل نبيه موسى ونبيه هارون عليهما الصلاة والسلام بهذا فقال عز وجل عن كيف يخاطبان فرعون (فقولا له قولاً ليناً لعلّله يتذكرأو يخشى).
وعليك بالدعاء لها في قيام الليل والصدقة على الأقرب المحتاجين بنية هداية الله لها.

__________________

لتوفير الجهد والوقت للجميع :
1- كتابة الوقائع ثم المشاعر ثم المطلوب.
2- ما أقوم به هو التعامل مع عقل صاحب أو صاحبة المشكلة وشخصيتهما ونظرتهما للحياة لترقيتها للأفضل بإذن الله على ضوء ما يكتبان هنا.
3- لا بد أن تكون لدى صاحبة أو صاحبة الموضوع الرغبة في القبول بالنصح والرغبة في التغيير لا طلب الدوران معه على محور شكواه والبكاء معه.
4- لا يمكن بعد الله أن أعدل من ظروف الكاتب أو من شخصيات أطراف العلاقة في مشكلته إلا بتواصلهم معي هنا شخصياً.