بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

الأخ الفاضل حدثت مستجدات منها :
ـ تحدث أخي معي على انفراد + و عيني تلتقي بعينه + و بأحاديث خاصة جدا
و هذا الأمر لم يحدث منذ سنوات طويلة جدا

في الغالب نتحدث بأحاديث عامة و أمام الجميع دون أن تلتقي الأعين "من طرفه"
ملاحظة : هو يفعل ذلك مع جميع الناس في حياته منذ سنوات وليس معي بالذات .

أتى بنفسه و طلبني للحديث معه
بدأ يتحدث عن مكنونات نفسه لمدة تزيد عن الساعة
كانت مشتت و تحدث عن امور كثيره جدا جدا منها :

ـ أنه حين يفعل أي خطأ بينه و بين الله فإنه سوف يجتهد بالستر على نفسه
و لن يبرر أمر فعله للخطأ إلا أمام شخصين هم الوالدين فقط
لأنه يريد أن يموت بينهم و هو حائز على رضاهم

ـ قد لا نلتقي بالفكر الديني لكنه يحترم وجهات نظري مثلما أحترم وجهات نظره

ـ يصف نفسه بأنه متدين بمرونة و حرية و لديه فهم خاص للدين يستنبطه من تلقاء نفسه
"كأنه يبرر لي .. رغم أني لم أتطرق لهذا الأمر أبداً"
ثم وصفني بأني أميل قليلا للتشدد
"أنا مستمرة بإلتزام الصمت طوال ساعة كاملة

ـ ثم اعتذر لي بحرقة بالغة عن أخطاءه معي في التعامل طوال السنة الماضية
"رغم أني لم أبدي انزعاجي أو حتى صارحته بهذا الأمر "
و أخبرني بأنه يتمنى كثيرا أن يقبل رجلاي من شدة خجله مما فعل معي

ـ ثم تطرق لمسألة الأخطاء و الذنوب و المعاصي و ضرب مثالا
"كل هذه الأحاديث يسترسل فيها من تلقاء نفسه "
لو أن أختي أخطأت و تحدثت مع شاب و كشفتها فلن أواجهها
لأني لن أستفيد شيئا و لكن سأحاول أن أوجهها للطريق السليم من بعيد
و لأنها سوف تخجل مني و ربما تنكر أو تكذب و غالبا لن تكون مقتنعه و قد تعود للخطأ مرة أخرى
من خلف ظهري

ـ ثم قال : هذه حياتي و صحيح أن هناك الكثير ممن لا يتقبل شكلي
و لكن أحترم على الأقل في نفسي أنني لست منافق و أن شكلي يطابق ما أعتنقه من أفكار
و أيضاً أنا لم أضر شيئا أو أؤذي أحدا
في كل حياتي

ـ ثم أخبرني أنه تعرض للظلم بحياته كثيرا
و أنه كان دائما يختار عن "قوة و ليس عن ضعف خيار التسامح"
و أنه يتمنى أن يتخلى عن هذا الأمر لأنه يشعر بأنه مبالغ فيه
" هنا شعرت بشيء في أعماقي
و اسمحوا لي بالحديث عنه ..
صحيح أنه تعرض للظلم كثيرا فعلا "وهذا رأيته بعيني دون حاجة لأن يشير بهذا إلي
و لكن بدأت أشك في أمر ما
هو غالباً حين يشعر بالخجل من شيء ما في نفسه
يبدأ بالحديث عن تعرضه للظلم
و كأنه يحاول أن يغطي على جرمه الذي فعله
عن طريق استعطافي و اشعاري انه دائما ضحية لظروفه
لا أعلم أنا لست متيقنه من شعوري و لكني أشك به كثيراً
و أخشى أن أظلمه بشعوري هذا "

..

بعد ذلك أصبحت تلتقي أعيننا كثيرا
و يتحدث معي بأريحية أكبر كثيراً جدا و عن أمور مختلفة و لوحدنا

__________________
اللهم اجعله لي كما أحب ، و اجعلني له كما يحب ، و اجعلنا لك كما تحب.