رد: المخدَّرات (ذوات الخدور).
قد اتفق مع فليكا في مواضع
أولا كون هذا الدين منهج حياة و رؤية متكاملة تؤخذ ككل دون انتقاء والا نتج نموذج تطبيقي مختل ولا اعتقد حقيقة ان معالجة الفاضل بتسليط الضوء على زاوية من الزوايا يقصد به انكار الرؤية الشمولية
لكن فكرة كون الدين منهج حياة تقتضي منا منطقيا العودة اليه و اعتماده بالكلية كمنظومة متكاملة من حيث التطبيق على ارض الواقع
لا اسقاط التكاليف الشرعية عن طرف كردة فعل لاخلال الطرف المقابل
كان تتفلت المرأة من كل الضوابط الشرعية لان الرجل ضيع القوامة
بل يفترض ان يكون السعي و الاصلاح في اتجاه عودة كل الاطراف للاصل
فكلنا موقوف و مسؤول أمام الله عن تطبيقه للمنهج الرباني وليس لنا تبرير تفريطنا بتفريط الاخرين
(و كلهم آتيه يوم القيامة فردا)
ثانيا نعم هناك من يشوه الدين و يقدم سطوة العادات و التقاليدو يحرف و يلبس لكن في المقابل هناك ايضا من يخلط الطين بالعجين مدعيا الفكر المستنير و الفهم الصحيح للدين غير ان دندنته في حقيقتها تلبيس حق بباطل و صدى خاو لنعقات تغريبية تتبع الهفوات و تنبش عن العثرات لتستغلها كالعفن لا ينمو و يترعرع الا في البيئة القذرة
و المؤسف ان منا من يعتبر النموذج الاول حجة على الدين فينتقد الدين من خلاله في حين يتبع النموذج الاخير في خطاه
التوجيه الرباني الصريح يلجم كل من ينكر الاصل( و قرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى)
لكننا بدلنا و غيرنا فأنتجنا نسخة مشوهة فانتكست الفطرة و اختل توزيع الوظائف و انقلبت الموازين
الاصل في الدين قرارها في البيت الا لضرورة و التطبيب والغزوات و حتى عملها عند الحاجة و تعلمها لسد حاجة المسلمات يندرج تحت الضرورة وهو أمر خاضع لضوابط تفلت منها الاغلبية الا من رحم ربي
ولا مجال لمقارنة ما يحصل اليوم في مجتمعاتنا من تبرج و سفور و اختلاط و منكرات بالقرون الأولى شتانا شتانا
اما لماذا المرأة فلأن اعداءنا استوعبوا من أين نؤتى في حين اصابنا تبلد الحس و الادراك
ألم يخبرنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم انها اضر فتنة على الرجال
لذلك رفعوا الشعارات الزائفة الرنانة عنوانها الموهم التحرير و مضمونها الذي لا يخفى عن كل بصيراشاعة الفاحشة و الافساد في الارض
لأنها مربية النشأ و لأنها نصف المجتمع و هي من يربي النصف الآخر و لأنهم إذا نجحوا في تشويه فطرتها و صرفها عن وظيفتها و تجريدها من رموز عفتها انهار المجتمع فهي جوهره و أساسه
الرجل من يربيه على الدين القويم و القوامة السليمة و الرجولة الحقة أليست المرأة التي يريدون ان تتخلى عن وظيفتها تلك لتلهث خلف شعارات التحرير فتضيع و تضيع رعيتها
مقياس الخيرية في المرأة كما في الحديث الذي صححه الشيخ الألباني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير نسائكم الودود الولود المواتية المواسية ، إذا اتقين الله ، وشر نسائكم المتبرجات المتخيلات ، وهن المنافقات ، لا يدخل الجنة منهن ، إلا مثل الغراب الأعصم ) .
اي اتقانها لوظيفتها كام و زوجة هو الاساس
ليس همهم تحررنا بقدر ما يهمهم توظيفنا كمعول هدم تحت شعارات براقة هي في حقيقتها حملات تغريبية ممنهجة و شاملة
انا ابغض الظلم و الاستبداد و التدليس و التلبيس و اتخاذ الدين مطية
و اتألم للمظلوم و المقهور مع ذلك فديني رباني على ان لا ابرر الوسيلة بالغاية
يهمني من ذاك الذي سيحررني و سيرفع عني الظلم و كيف سأتحرر
لماذا سيحررني ومم و ما المقابل
هل سيحررني من التدليس و التلبيس و سوء تطبيق الدين ان صح ووجد ام انه يرغب في فسخ الدين عني بالكلية حتى اتفلت من جميع ضوابطه
ان كان سيرفع عني الظلم فيجدر به المحافظة على الاصل و ردي إليه لأن شريعة الله هي الأحكم و الأعدل و الأصلح لي لا أن يحرف الاصل
على عكس دعاة التحرير في الواقع الملموس للاسف
فهم ليسو أمناء على الأصل و لكنهم كما سبق و قلت كالعفن يترعرعون بين القذارة و يستغلون شعور القهر و الظلم للنفخ في ناره و تأجيجها لبلوغ غايات دنيئة
منهجنا يجب ان يكون ربانيا لنبلغ غاياتنا السامية
كمسلمة ان ارزح تحت طائلة الظلم إلى أن تفرج مع التزام المنهج الرباني أهون علي من استغلالي لمحاربة المنهج الرباني تحت وهم رفع الظلم عني
لا اقبل دعي التحرير الخبيث الذي يزعم سيحررني من سجن القيم المتسلط ليستعبدني بشهوته و يجعلني سلعة بخسة و ارضا خصبة لافكاره التغريبية و لعمري الاستعباد الثاني اشنع و ابشع ففي الاول انا في الحقيقة حرة من كل عبودية الا لله مأجورة على صبري بإيماني و احتسابي و الفرج وعد متحقق لا محالة لأن الله وعد بنصرة المظلوم ولو بعد حين
اما الثاني فوعد واهم و عبودية مقنعة للمخلوق لا للخالق بزعمه يحررني و لكن يستعبدني بأفكار تناقض فطرتي و تطمس هويتي تجر وراءها سخطا ووزرا لمخالفة المنهج الرباني
من تجربتنا سبقناكم بأشواط في التحرير المزعوم
اعتمدناالنمط الغربي في طريقة العيش و استمددنا جل تشريعاتنا بالاخص في الاحوال الشخصية و امور الاسرة من قوانينهم الوضعية نسخا و لصقا
فماذا جنينا غير الانحلال و التفسخ الاخلاقي و المجاهرة بالمعاصي و المصائب و النوائب
انما خطابي خطاب محبة مشفقة والله هو افساد مقنع و ممنهج نفس الخطوات التي اتبعناها شبرا بشبر
و ستعلمون حين ينقشع الغبار أخيل تحت رحلك أم حمار
لانه انقشع عندنا و تبين انها جيف حمير
و ستعلمون ما نقول لكم
و ارجو من الاعماق ان لا يكون ذلك بعد فوات الاوان
__________________
اشتدت هزات الغربلة و كثر عدد المتساقطين اعقد الحبل و عض بالنواجذ
اللهم انا نسألك ايمانا لا يرتد و نعيما لا ينفد و مرافقة النبي محمد صلى الله عليه و سلم في أعلى جنة الخلد