رد: كيف نرضي الله عز وجل ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد
فالدنيا ليست معيارا لمحبة الله تعالى للشخص أو كرهه، المعيار في الآخرة، فالله يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الآخرة إلا من يحب.
ولما دعا إبراهيم ربه أن يرزق المؤمنين من الثمرات، أخبره ربه أنه سيرزق المؤمنين والكافرين في الدنيا، (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر، قال ومن كفر فأمتعه قليلا ثم اضطره إلى عذاب النار وبئس المصير)
بل قال تعالى: (ولولا أن يكون الناس أمة واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ومعارج عليها يظهرون، ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون، وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحياة الدنيا...)
فعطاء الله في الدنيا لمن يقوم بأسبابه، وهو حسب السنن الكونية التي قدرها الله تعالى في الدنيا، قال الله تعالى: (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا) أي: كل فريق من العاملين للدنيا الفانية، والعاملين للآخرة الباقية نزيده مِن رزقنا، فنرزق المؤمنين والكافرين في الدنيا؛ فإن الرزق مِن عطاء ربك تفضلا منه، وما كان عطاء ربك ممنوعا من أحد مؤمنًا كان أم كافرًا.
والله تعالى يحرم عبده الشيء من أمر الدنيا لأسباب:
منها: ما ذكرناه: عدم العمل بالسنن الكونية.
ومنها: أن الله تبارك وتعالى يحب أن يسمع صوت عبده يدعوه ويتضرع إليه،
ومنها: أن الله تعالى أعلم بعبده من نفسه، فهو يعلم أن فلانا لو حصل على كذا وكذا من الخير لربما نقص في دينه.
ومنها: أن الله سبحانه يريد أن يزيد في حسنات عبده بالابتلاء، والعبد في الدنيا يَقْصُر نظره عن مصلحته في الآخرة، فإذا جاء يوم الحساب، تمنى الصابرون أن لو قرضوا بالمقاريض لما يرون من أجر الصابرين، فإن أجرهم ليس محدودا بحد ولا مقدرا بقدر مثل كثير من العبادات (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب)
ومنها: أن الله عز وجل قد ستر عن عبده الغيب، وهو يعلم أن الخير في حرمانه من هذا الأمر، لأنه سيعطيه ما هو خير منه في الدنيا، ولو كشف ستر الغيب للعبد، لما تمنى غير ما قدره الله له، فما تريده وتحرص عليه لا تدري لعل الخير في الدنيا والآخرة عدم حصولك عليه.
وقد يحول بين العبد وبين ما يريد قصور، فلا تستجاب دعوته، كمن يأكل الحرام مثلا، فبحثك في نفسك عن سبب حرمان الله لك مما تريد أمر إيجابي، ودليل على قلب حي، يعلم أن الأمور كلها بيد الله، ويصرفها كيف يشاء.
فرضى العبد بما قدره الله خيرا أو شرا طاعة في ذاته، فلنحتسب ذلك عند الله.
ثم إن كثيرا من الناس ينظر إلى ما سلب منه وينسى ما أعطاه الله، فإن الله تعالى أعطانا أكثر مما سلب منا، ولكن بعضنا ينظر لما فقد، وينسى ما أعطي، ولذا ورد عن مصعب بن الزبير لما قطعت رجله، ومات ولده قوله: عطاني سبعة أبناء وأخذ واحداً, وأعطاني أربعة أطراف وأخذ واحداً, إن ابتلى فطالما عافى, وإن أخذ فطالما أعطى, وإني أسأل الله أن يجمعني بهما في الجنة.
فالحمد لله على ما أعطى.
أيضا: مما يسبب هذه النظرة لما أعطى الله تعالى للعبد، أنه ينظر لما في أيدي الآخرين، وينسى ما في يده، وينظر لمن هم فوقه وينسى من هم تحته، ومن تحت وأقل منه أكثر ممن هم فوقه فلله الحمد على كل حال، بل إن كثيرا ممن نظنهم فوقنا في الدنيا قد حرموا أشياء لا نعلمها يتمنون لو أعطونا الدنيا وأعطيناهم النعم التي عندنا.
فلله الحمد أولا وآخرا وظاهرا وباطنا.
وصلى الله على نبيه محمد وسلم تسليما كثيرا
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.
التعديل الأخير تم بواسطة أبو أسامة ; 25-08-2016 الساعة 07:04 PM