مرحبا مبتعثة
لا أبشرك أنك طبيعية وزيادة، وهذا الشعور على فكرة جاء كل من عاش هناك وحب وتعلق بمكانه، وكنت قابلت ناس راحوا قبلي من زمان ورجعوا، وشعروا بنفس الشعور، وقالوا لي كلها سنتين وتنسى، وفعلاً أنا أول سنة ماغير (اتحقرص) ودي أروح لامريكا، ومامر سنة إلا آخذ اجازة 35 يوم، وقضيتها بين مدينتي وشيكاغو وغرب امريكا سان فرانيسكو وبورتلاند وسياتل.

أنتي أول ماجيتي لامريكا بعز الشتاء؟ كنت أتجنب أجي امريكا وأقابلها بالشتاء، كنت مولع بالطبيعة بحكم أن الصحراء القاحلة ورتني المر لدرجة أنه لاشفت شجرة خضراء شوي واحضنها

المهم وش اسم مدينتك، طالما أنها تكتسي بالثلوج فهي شمال أو وسط امريكا.

امريكا لابد أن تزوريها، وأتمنى أنها ماتغيرت خصوصاً عقب موجهة التطرف القبيحة التي تضرب العالم، ومتأكد أن الأمريكان خصوصاً الشعب سيبقى على طيبته واحترامه بشكل عام.

السؤال الذي يطرح نفسه، هو لماذا هذا الحنين!؟
لما كنت بأمريكا، كنت أقول لأصدقائي سواء السعوديين أو العرب أو الأمريكان، أني أشعر بسعادة رهيبة في هذه المدينة!!؟ لم أستطيع أن أجد الإجابة حتى الآن.
أشعر بالوئام مع نفسي أعيش حياتي دون أي معكرات، استمتع بيومي، أشعر أني سعيد فقط
أبحث عن الإجابة!!!
واتسائل هل هو في الشعور بطعم الحرية!؟ أم بالطبيعة من أشجار وانهار وبحيرات!؟ أم بالنظام والقانون السائد والذي أشعر أني أثق بنفسي وبطريقي أكثر من أي مكان آخر في العالم؟ أم بالتعامل الجميل والأخلاق والاحترام من الناس هناك؟ أم بمنهجية الحياة ودقة التعامل واحترام الآخر والطريق والنظام والطابور والانسيابية بالحياة؟ أم بالبعد عن المسؤولية والمسؤولة الاجتماعية المتثلة في التدقيق على مراقبة السلوك الخاص وعدم العيش على الطبيعة والتلقائية والعفوية في بلادنا؟ أم لأن الثقافة هناك تتسق مع منجهيتي في الحياة بشكل عام دون الدخول بالتفاصيل!؟

حتى الآن لا أدري، ولم أجد إجابة شافية لتلك السعادة والتعايش مع الذات دون أي قيود!

الحنين ليس عيب ولا ضعف أبداً، الحنين هو شعور طبيعي، صحيح أنه يتفاوت من شخص إلى آخر، وقد يكون متعب لمن يبالغ به، ولكن صدقيني أن حنينك هذا لايشكل ولا 1% من حياتك، لأن حياتك مليئة بأمور أخرى مليئة بنوم بأكل بقراءة بقيادة بتدريس بحديث بتسوق بمنتدى إلخ.... بكل شيء، الحنين الذي يخترقك لايلازمك طيلة الوقت، صحيح أنه يخترقك ويعبث بعواطفك ولكنه يذهب على كل حال، وسيتلاشى مستقبلاً رويداً رويدا.
يجب ألا تزعجك بعض الأمور الصغيرة التي هي جزء من تكوينك، ويجب أن تتعايشي مع طبيعتك، تذكري أن الجميع قد يعاني من نقطة معينة في شخصيته، ولكنه ربما لايظهرها، قد يبدو لك تلك الفتاة أو ذلك الرجل شامخاً واثقاً يعرف كيف يدير حياته، بينما هو في الواقع يعاني من أشياء كثيرة، لكن الفرق أنه لايشتكي أو يحاول ألا يظهر ذلك، ويظن الآخرون أنه انموذجاً جيداً في الحياة.
أنتي ربما تقلقين من تفاصيل صغيرة، يجب ألا تستولي عليكِ، أنتي إنسانة ناجحة وأستاذة جامعية يقيمها المجتمع على أنها أحد النماذج المميزة والتي منحها الله نعماً كثيرة.

كنت جداً مولع في امريكا وكنت أنوي أن أزورها هذه السنة الحالية لكن قررت أخيراً أن أذهب لأوربا وتايلند، وأشعر أن الوله أصبح أخف من السابق، ولكن تبقى أمريكا مأوى جميل للزيارة، وربما تكون السنة القادمة أحدى زياراتي.

---------------

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..