الأباء ليسوا ملائكة، هم بشر، كما أنكِ لاتحبين تلك الفتاة وتمتعضين من الأخرى ولا تجدين راحتك مع تلك المخلوقة لأي سبب من الأسباب من الممكن أن تجد هذا الشعور تجاه أقرب الأقربين وهو أبوك، كيف لا وهو يعاملك بشكلٍ سلبي!! فالنفس تأنف شئنا أم أبينا ممن يعامله بعنف أو سوء، والرسول عليه الصلاة والسلام لو كااااااااااااان فضاً غليظ القلب لانفضوا من حوله كيف لا وهو الرسوووووووووول المؤيد بالله.

والآباء أو الأمهات يتفاوتون في حب أبنائهم، فنجدهم يحبون هذا الأبن أكثر من ذاك، لأسباب أو لمشاعر لايمكن تفسيرها، وأذكر جدتي رحمها الله وكونها القائدة الآمرة النهاية في البيت أخذت حتى دور الأم فكانت تحبني حباً جما وكانت لاترفض لي طلب، وكانوا اخواتي يغارون مني، وأبي يحبني نعم ويهتم لأمري ولكن أشعر أنه يحب أخي الأصغر مني والأكبر أكثر ويرتاح لهم أكثر مني، رغم أنه يعاملني ويحترمني ويقدرني كثيراً، إلا أني ألمس محبته وارتياحه لبعض أخوتي أكثر مني، وليس في ذلك ريب بل أعذره لأن الحب من الله ويجد أن أخواني الآخرين يوافقون ميوله إذ الأرواح جنود مجندة، وفي أيام المراهقة والطفولة كانت لي شخصيتي المستقلة التي لاتقبل الوصاية في حين أن أخواني يسايرون أبي بينما أنا أرفض مالا اقتنع به، فربما كان ذلك مدخلاً على أن يحبهم أكثر مني كما أزعم أو أشعره، ولا بأس في ذلك، والأهم ألا يؤذي بالكلام أو بالضرب فهنا يتحول الأمر من مشاعر لايمكن السيطرة عليها إلى ألفاظ أو ضرب فيه إهانة.

لايمكن أن نتوقع من الآباء أن يكونوا بشراً خارقين، فهم بشر لديهم الأخطاء الكبيرة والتصورات السلبية والمفاهيم المتنوعة، والإنسان يغلب عليه الظلم وانتفاء العدل عنده إلا من رحم ربي، نعم نتوقع منهم الحب والحنية كعلاقة طبيعية بن الأب وابنته، ولكن نعود لنقطة الصفر وهي أن أبيكِ هو بشر فقد يكون سيئاً قد يكون مدمناً مجرماً طيباً كريماً عطوفاً رحيماً أرهابياً إلخ..........، بالنهاية هذه شخصيته وتعامله وقدراته.
المهم لاتقلقي من كلامه وعيشي حياتك، الأهم ثقتك بنفسك ومحبتك مع زوجك، والحياة فيها مواقف وأشياء وأحداث لايمكن تخيلها، والأهم أن يعرف المرء طبيعة الحياة وطبيعة البشر ويفل أمها ويستمتع بما لديه.

__________________
ياصبحِ لاتِقبل !!
عط الليل من وقتك..