رد: العزيزة مهره
الحمدلله على نعمة الأهل.
أسأل الله ألا يحرمكِ ظلهم.
في الحقيقة يا ذرة الحب المسألة مربكة قليلاً.
فمع وجود أم بهذه الشخصية وهذا الطبع فإن مناقشة احتمالية العودة لا تبدو مجدية كثيراً .. ففي النهاية لا يحق لنا أن نطالبه بقطع أمه .. ولا يحق لنا أن نقنن علاقته معها .. ولا نستطيع أن نجزم بأنها لن تعاود فرض وجودها على حياتكما.
فكيف إن كانت هي من ترفض عودتكما؟!!
أساساً ما دام منصاعاً لها لهذه الدرجة ويرهن أمر عودتكما بموافقتها .. فلا أستطيع أن أعوّل كثيراً على تغيره.
لذلك فالحل حالياً يا عزيزتي هو التجاهل فقط.
يظهر لكِ في الطريق .. يرسل لكِ رسائل .... كأنكِ لم تري شيئاً ولم تقرأي حرفاً .. إظهار أي رد فعل لن يجعله يتوقف.
ولا يكون كلامكِ معه إلا في شأن من شؤون الصغيرين فقط.
واهدأي من داخلكِ يا عزيزتي .. نعم نحن نظن أن الآخرين مثلنا .. عاقلون ويتعاملون مع النهايات بعقلانية واحترام لقراراتنا .. لكن ليس الجميع كذلك .. وإن كان قدركِ أن طليقكِ من النوع الآخر فهذا شأنه .. اعتبريه من الابتلاء واحتسبي أجر الصبر على إحدى ابتلاءات الدنيا.
في النهاية .. ومهما أرسل وتكلم .. لا أحد يستطيع أن يجبركِ على أمر لا تريدينه.
(بالمناسبة .. هل كنتِ تردين عليه عندما يقابلكِ في الطريق أو يرسل لكِ رسائل؟ ..وهل يعلم والدكِ بفحوى كلامه ورسائله؟)
أما أمه .. فهي تستحق الشفقة يا ذرة الحب.
الإنسان الذي يعطي لنفسه الحق في التعدي على شرف الآخرين والطعن في أخلاقهم بدون وجه حق ولا بينة هو إنسان يستحق الشفقة .. لأنه يتغابى ويتجاهل أي ذنب يرتكب وأي عقاب ينتظره.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.