لا أدري من أين أبدأ فالصراحه أمر غاية في الأهميه , ولكن الجرأه في استخدام الصراحه هي فن بحد ذاته فإما أن تسلم وإما أن تندم !!
لا ننكر بأن الصراحه وقول الحق هي صفات تدل على قدرات لا حدود لها في شخصية الفرد يغبطه عليها الكثيرين حيث أنها وفي أغلب الأحيان سلاح ذو حدين , ومهارة لا يتقنها البعض .
ولكن عندما نستعرض بعض المواقف التي مرت وتمر بنا خلال حياتنا وعلاقاتنا مع الغير نجد الجرأة في الصراحه مغيبة عنا أحيانا .
والأمثله كثيره لا حصر لها : فهل نحن من الجرأة بحيث نعتذر لشخص يرغب بزيارتنا لأسباب تتعلق بذاته وذميم صفاته كأن يكون ثقيل الظل أو ثرثار أو مزعج , فهل صراحتنا ستجعل من السهل والمقبول إخباره بأنه شخص غير مرغوب فيه وبأنه ليس موضع ترحيب ؟؟؟؟؟؟؟
هذا المثال غيض من فيض المواقف التي تمر بنا .
شخصيا لا أدعي الجرأه في الصراحه المطلقه أحاول بكل جهدى التحليق حولها أو الدوران في فلكها ,, حيث أنها قد تؤذي أشخاصا تربطني بهم صلات وثيقه ولا سيما من يكبروني سنا , وعلى الرغم من أن صراحتي المطلقه أحيانا تسببت لي ببعض الأذى وإضاعة العديد من الفرص التي قد يندم عليها الكثيرون إلا أنني أشعر بسعادة غامره تنتابني نظرا لأن صراحتي كانت هي الفيصل .
فمن مواقف الصراحه المطلقه التي أنتهجتها للمحافظه على عدم تلوث بيتي مثلا هي الإعتذار بكل لطف لأي ضيف يرغب في التدخين داخل المنزل ولا أنكر بأن البعض إستاء من هذا الإجراء واعتبره إهانه وبات يقلل من زياراته . مع ذلك أشعر بسعاده لصراحتي ومحافظتي على بيتي نقيا .
صديقه لي كانت غاية في الصراحه مع خطيبها فأخبرته عن عيب خلقي في جسدها لا يكاد يذكر , فكان موقفه السلبي بأن بادر وفسخ خطبته لها !!!!! وهنا أتسائل هل صراحتها المطلقه ورغبتها في بناء صرح مبني على الصدق والصراحه تؤخذ على أنها تصرف جريء إعتبره البعض غباء وتسرعا ؟؟؟ أما هي فبإيمانها وقيمها ومثاليتها ورغم من أصابها من أذى نفسي شعرت شعور المنتصرين , واحتسبت ما مرت به عند المولى تعالى .
ويبقى السؤال هل الصراحه راحه ؟؟؟
طرح رائع تحيه وتقدير أخي الكريم أبو أنس على مواضيعك المميزه .
__________________
ألا بذكر الله تطمئن القلوب