رد: سؤال
تصدقين يا أسعد فتاة .. زمان عندما كنت في أوائل العشرينات من عمري كنت مواظبة جداً على قيام الليل .. وعلّمت بنت أختي حتى أننا كنا نتنافس على عدد الركعات كل ليلة.
بعدها ببضع سنوات توقفت عن القيام تماماً وظللت هكذا لفترة طويلة .. أو ربما طويلة جداً .. وعدت بعدها للقيام بعدد ركعات أقل جداً .. وأحياناً أكتفي بالشفع والوتر فقط.
في المقابل .. اتجهت نفسي لعبادات وسنن أخرى لم أكن أمارسها أبداً في حياتي .. بعضها بدأت ممارسته منذ شهور فقط.
خلال كل تلك السنوات ومع تراوح همتي ما بين صعود ونزول .. لم أشعر يوماً بتأنيب الضمير أو الذنب لتراجعي عن بعض السنن .. وبصراحة لا أرى أن نتعامل مع السنن والنوافل بنفس نظرتنا وتعاملنا مع الفروض.
السنن زيادة خير وأجر .. لا خلاف على هذا .. ولكن لا يصح أن تتحول إلى إلزام لدرجة أن نحاسب عليها أنفسنا كما نحاسبها على الفروض.
رسولنا الكريم قال: أفلح إن صدق .. رداً على الإعرابي الذي أعلن أمامه بكل صراحة أنه لن يلتزم إلا بفروض الصلاة والصوم والزكاة .. ولم يلمه أو يعاتبه أو يلزمه بالتطوع بالسنن والنوافل.
لذلك أرى أن ينظر كلٌ منا في نفسه ويرى مستوى همته .. فإن كانت عالية فليقبل على ما تميل له نفسه من سنن ونوافل إن شاء .. وإن كانت منخفضة فلا بأس.
طبعاً ليس المقصد من كلامي أن تتوقفي عن التطوع بالسنن .. ولكنني أقصد ألا تلومي نفسكِ إن لم تفعلي.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.
التعديل الأخير تم بواسطة مهره ; 10-04-2017 الساعة 08:55 PM