رد: ناوي اطلق زوجتي
البعض هنا يركز على مشكلتك الحاضرة ويغفل عن المشكلة العميقة التي هي أساس هذه المشكلة وبقية المشاكل، وأتمنى أن تعذرني فأنا سأقول الكلام التالي راغباً في النصح، فالمشكلة يا أخي هي ضعف شخصيتك. يبدو لي أنك من النوع الذي لا يقدر أن يقول "لا" لزوجته، ويحاول إرضاءها طيلة الوقت، وحتى لو أتتك ظروف صعبة فإنك تفضّل إرضاءها ولو زاد وضعك تأزمّاً. وسألخّص لك مبدأً: المرأة لا تحب الرجل الذي يرضيها طوال الوقت. ستكرهك وتحتقرك داخلها، ولن تُظهِر لك ذلك لأنها أحياناً هي لا تدري سبب احتقارها لك.
موضوعك هذا قصير ومع ذلك رأيتُ علامات كثيرة على ضعف شخصيتك أمامها:
تقول: "زوجتي عنيده وعصبيه"، وأسألك: لو كان هناك رجل انفجاري ساخن عصبي كيف ستكون زوجته؟ غالباً خائفة هادئة ضعيفة. المسألة مثل الميزان، كفة تنزل وتكفة ترتفع، ويبدو أنه بقدر ما تزداد زوجتك عصبية تزداد أنت خنوعاً أمامها.
تقول: "ولا تبدي لي اي احترام"، وهذه تنطوي على درسين: (1) الاحترام يجب أن يفرضه الرجل على الناس بشخصيته، لا أن يتوقع أن يأتيه بارداً جاهزاً. (2) امرأتك لا تحترمك لأنك أنت السبب. ضعف شخصيتك وحرصك على إرضائها دائماً ينزع الاحترام من نفسها رغماً عنها. المرأة تريد رجلاً يقول لها "لا" من فترة لأخرى، رجل لطيف وصارم في نفس الشخصية.
تقول: "طوله الست سنوات لم اشعر انها تحبني او قلبها علي"، مرة أخرى، أنت السبب يا عزيزي، لطفك الزائد جعل رجولتك تهتز أمامها. قرأت قصة شخص مثلك يلبي كل طلبات زوجته ويحرص على إرضائها، وبعد سنين وابناء وبنات انفجرت في وجهه وقالت "أنت لست رجلاً!"، فلطمها (وكان حتى لا يرفع صوته عليها!)، وبعد انتهاء الأزمة قالت له أنها كرهت لطمته وتألمّت منها لكنها أول مرة تُعجب به وتشعر أنه رجل!
تقول: "بس طلباتها ماتخلص"، وهذه رأيتُ فيها عبرة بليغة، فقولك أن طلباتها كثيرة يدل أنك تلاحظ هذا ومتضايق منه وهذا غالباً بسبب دوام تلبيتك لها! الزوج الذي "يطنش" ويتجاهل الكثير من طلبات زوجته لا يكترث على المدى الطويل لكثرة طلباتها. لقد تعود أن ينسى معظم هذه الطلبات لأنه لا يلبيها ولا يهتم بها. أنت كان عليك أن ترفض الكثير من طلباتها. وخذ هذا الدرس: بعض طلباتها كانت ليست لرغبتها في الطلب، بل أحياناً تطلب منك أشياء شاقة لأنها فقط تريد أن تسمع منك كلمة "لا". وحرمتَها من هذه الكلمة الرجولية.
لاحظ أن حتى طريقة الرفض يجب أن تكون صارمة وقاطعة. الذي يقول "لا" بطريقة خانعة كأنه يستجدي بها عدم تضايق زوجته فكأنه لم يقل لا. كأنك يا زيد ما غزيت.
----------------------------------------------------------
أخيراً نأتي إلى أكبر دليل على ضعف شخصيتك عندها، فقد أتتك ظروف مادية حقيقية وشرحتها لزوجتك، فماذا كانت ردة فعلها؟ احتقار كامل لك ولظروفك. تريد منك المال، وتهددك، وتذهب لوالدتها. لعلها الآن تتوقع منك موقفاً رجولياً صارماً يُشعرها أنها امرأة وأنها متزوجة برجل، فما هي ردة فعلك؟ ترضخ لها وتعطيها المال!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
لا أدري ما أقول يا أخي، فلا ألوم زوجتك على طلب الطلاق لأنه يبدو أنها شبه يائسة من أن ترى فيك قوة شخصية. كان يجب أن تتركها في بيت أمها، وكان يجب أن تحرمها المال حتى يوم نزل الراتب، وتخبرها أنها لا تستحقه بسبب تصرفاتها، وأن تتجاهلها فترة طويلة، بل الحظر كان يجب أن يأتي منك أنت وليس هي!
هل تظن كثرة إرضاء المرأة تجعلها تحبك؟ إنه فخ يقع فيه كثير من الرجال، ويتفاجأون أنه بعد سنين من تلبية كل طلباتها وعدم رفض أي شئ مهما كان تكون العاقبة أن المرأة باردة مبغضة نافرة! والمرأة ليست عقلانية منطقية مثل الرجل بل تفور المشاعر داخلها، لذلك يصعب عليها تحليل مشاعرها ومعرفة سبب نفورها منك، لكنها تشعر بهذا ولا تدري لماذا.
شخصيتك تحتاج تغيير جذري إذا أردت أن تكسب احترام وحب زوجتك من جديد. أصلح الله بينكما.
التعديل الأخير تم بواسطة المحيط الأزرق ; 04-05-2017 الساعة 09:48 AM