فجأة وبدون مقدمات وبعد أن قارب الخمسين ،
تغير نمط حياته ، أصبحت تصرفاته مثار دهشة للمحيطين به
أصبح معجبا بنفسه
مهتما بأناقته وحسن هندامه
ينتقي المميز من العطور
يطيل المكث أم المرآة
يواري وقار الشيب بالصبغة السوداء
يسترق النظرات هنا وهناك ، يمنة ويسرة لعله يحظى بنظرة من هذه أو تلك ’ تنعش في قلبه حلم التصابي
وكأنه يعلنها صريحة
ها أنا ذا مازلت مرغوبا ، مازال لي حضوري وجاذبيتي لدى الجنس الآخر
إنها المراهقة المتأخرة
وبالمثال يتضح المقال
في إحدى الدول الفقيرة كانت هناك فتاة ممتلأة أنوثة ونضارة وتقدم لخطبتها أحد الأغنياء فرفضته ثم دق بابها أحد الصعاليك الذي استطاع أن يستحوز على عقلها وقلبها لتبدأ قصة يصح أن نسميها قصة البؤساء حيث أن جميع أفراد تلك الأسرة عاشوا حياةالبؤس بسبب تفريط الأب وإنحلاله ’ فبعد أن رزق بولدين وابنة راح يقيم العلاقات التي أسفرت عن زواجه ببائسة أخرى لتبدأ معاناة الزوجة الأولى التي قتلتها الغيرة بعد أن نقل لها ناقلوا الأخبار بأن زوجها صاحب غيرها أثناء
توجهه لعمله عبر وسائل المواصلات وظلت طيلة حياتها تحمل هم الإبن الأكبر والأصغر الذين سجنا لأكثر من مرة في حوادث سرقة وتحمل هم ابنتها التي أتعبتها كثيرا في مراهقتها ثم انتهى بابنتها الحال الى الزواج لفترة ثم مات زوج ابنتها لتترمل البنت وتعيش على مساعدات الناس
والأم تصاب بمرض السكري وينعم الله عليها بالهداية في آخر سنوات عمرها فتلقى ربها صابرة محتسبة رحمها الله تعالى
والأب المنحل الذي أضاع من يعول يستمر في مغامراته بالتعرف على أخرى دون زواج بعد أن شاب شعره وما فكر في مساعدة ابنته الأرملة التي تمد يدها للقاصي والداني
إنها المراهقة المتأخرة
مراهقة من قطع صلته بخالقه
مراهقة من عانى الحرمان في طفولته وشبابه فراح يعوض ما فقده بممارسات خاطئة
مراهقة من إعتاد الحنان الزائد من أمه وبموتها جف نبع الحنان ، ولم تفلح الزوجة في تعويضه
مراهقة من أفنى عمره في المشروعات والمؤتمرات والنجاحات ، ثم قادته غريزته الى التصابي في خريف العمر
مراهقة من يخشى على نفسه الإكتئاب فيلجأ الى العلاقات والمعاكسات
وهنا سؤال يطرح نفسه
أين الزوجة؟!!!
التي عاشرته جل عمرها
التي قاسمته حلو الأيام ومرها
كم واسته ، كم ضحت معه ، كم تحملته
هل تتركه لنزوات طائشة غير مأمونة العواقب ؟
أم يكون للقوة الناعمة دور فاعل في ترويض ذلك الطيش للميل به إلى بر الأمان ؟
وهنا نحتاج إلى أهل الإختصاص ’ إلى الطب النفسي
خلاصة مايقول بعض المختصين في ذلك والكلام موجه منهم إلى الزوجة
فالحل هو أن تظلي معجبة به
وتظهري له أنه مازال الفارس الشاب
واعملي على شغل فراغه باقتراح مشروع ما أو تأليف كتاب
أو ادفعيه إلى المساهمة في عمل اجتماعي خيري
أو اشغليه بالاهتمام بقضية عامة،
كل ذلك يشغل ذهنه ويبعده عن التفكير في المراهقة. أ.هـ
وختاما لا نرى في شغل الأوقات أفضل من عبادة رب البريات
اللهم يامقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك واختم لنا بخاتمة السعادة أجمعين