رد: طلقتها و الآن انتظر مغادرت
وعليكم السلام ورحمة الله
لم اتابع القصة القديمة ولا أعرفها.
ولكن الحمد لله على كل حال، وأسأل الله أن يكتب لك الخيرة في عاجل أمرك وآجله.
وأنت الآن اكتسبت خبرة في الزواج واختيار شريكة حياتك، لكنك تبدو متشائما ومصعبا للأمور بسبب تجربتك التي لم تنجح.
كثير من الأزواج يقول: لو رجع بي الزمن لاخترت كذا وكذا، ولو رجع بي الزمن لكانت بدايتي في الزواج بهذه الطريقة، ولتعاملت بأسلوب مختلف، ها أنت الآن كأن الزمن رجع بك، وقد اكتسبت خبرة.
استعن بالله ثم استفد من خبرتك.
اختر شروطك بعناية ولكن لا تتشدد فيها.
أهم الشروط: الدين والخلق، فإذا أحببتها كانت عندك أجمل نساء العالمين.
من المهم في الزوجة، ألا تكون في طبقة اجتماعية أو اقتصادية فوق طبقتك، فإن الإحساس بالفارق يولد الهزيمة الداخلية، وربما ولد لديها التعالي، ولو كانت أقل منك بقليل فلا بأس، وحتى فوقك بقليل لا بأس، لكن المماثل والأقل بقليل أفضل.
وإن اخترت أقل منك بكثير، فقد لا تحسن التعامل معك، أو لا تحسن التعامل مع بيئتك، وإن لم تكن صبورا متمكنا من التعليم فلا تصلح لك.
اختر القريبة منك فِكرًا.
اختر من بيئتك وبلدك، ولا تبتعد لبيئات أخرى مختلفة تماما.
اختر ما يناسبك من الجمال والقوام، ولا تتشدد في ذلك.
هذا لا يعني أن الزيجات الأخرى تفشل، ولكن ما ذكرته هو بوجهة نظري الأسلم، وغيرها قد يحتاج لنوع من التعامل، قد تتمكن من الوصول إليه أو لا تتمكن.
إن الزوجين عليهما أن يستحضرا أن كل واحد منهما قد أتى من أسرة وتربية مختلفة، ويحتاجان لشيء من التعايش وتقبل الآخر، وتطويع النفس على التعامل مع الاختلافات التي تتلاشى بالحكمة والتدريب.
إنك حين تسقي شجرتك (زوجتك) سوف تظلك، وحين تكون لها سماء تظلها، فستكون لك أرضًا تقلك، وحين تضع في حسابك بمصرفها رصيدًا من الحب والمودة وحسن المعاملة والصبر، فستجنيه ولو بعد حين، ولكن لا تستعجل النتائج.
وفقك الله وسددك ورزقك الزوجة الصالحة التي تعينك على الخير وتدلك عليه وبارك بينكما.
__________________
كثير من المشاكل الأسرية والمعقدة لا تنتهي تماما، وإنما تبقى لها بقايا.
أي أنها قد يبقى منها 20% مثلا
مشاكلنا الأسرية المعقدة كثير منها لا ينتهي بصورة نهائية وإنما تبقى لها بذور يمكن أن تنمو في يوم ما، ما لم نتعاهدها بالحصاد.
مشاكلنا المعقدة لا يمكن حلها بضغطة زر، وإنما تحتاج إلى ممارسة ومجاهدة وضغط نفسي ومدة أطول مما نتوقع ليأخذ الحل مجراه.
المهم الصبر، فقد يكون بينك وبين الحل غشاء رقيق، فلا تتوقف.