منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - صحيح السيرة النبوية
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-02-2019, 09:31 PM
  #46
صاحب فكرة
قلم مبدع [ وسام القلم الذهبي 2016]
 الصورة الرمزية صاحب فكرة
تاريخ التسجيل: Nov 2015
المشاركات: 1,108
صاحب فكرة غير متصل  
رد: صحيح السيرة النبوية

سؤال النبي عمن رأى مقتل حمزة:
327 - من حديث كعب بن مالك رضي الله عنه قال: "أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - قال يوم أحد: (من رأى مقتل حمزة؟) فقال رجل أعزل: أنا رأيت مقتله، قال: (فانطلق فأرناه) فخرج رسول الله- صلى الله عليه وسلم - حتى وقف على حمزة، فرآه وقد شق بطنه، وقد مثل به، فقال: يا رسول الله، مثل به والله، فكره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن ينظر إليه، ووقف بين ظهراني القتلى فقال: (أنا شهيد على هؤلاء، كفنوهم في دمائهم فإنه ليس جرح يجرح في الله إلا جاء يوم القيامة يدمى، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، قدموا أكثرهم قرآنًا فاجعلوه في اللحد) (1).
تألم النبي - صلى الله عليه وسلم - لمقتل حمزة:
328 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "لما بلغ النبي - صلى الله عليه وسلم - قتل حمزة بكى فلما نظر إليه شهق" (2).
تكفين حمزة رضي الله عنه:
329 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "قتل حمزة يوم أحد وقتل رجل من الأنصار، فجاءته صفية بنت عبد المطلب بثوبين ليكفن فيهما حمزة، فلم يكن للأنصاري كفن فأسهم النبي - صلى الله عليه وسلم - بين الثوبين، ثم كفن كل واحد منهما في ثوب" (3).
330 - من حديث أبي أسيد الساعدي رضي الله عنه قال: "أنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على قبر حمزة بن عبد المطلب، فجعلوا يجرون النمرة (4) على وجهه فينكشف قدماه، ويجرونها على قدميه فينكشف وجهه، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (اجعلوها على وجهه واجعلوا على قدميه من هذا الشجر) قال فرفع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رأسه فإذا أصحابه يبكون فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (يأتي على الناس زمان يخرجون إلى الأرياف والمدينة خير لهم لو كانوا يعلمون، لا يصبر على لأوائها (5) وشدتها أحد إلا كنت له شفيعًا أو شهيدًا يوم القيامة) (6).
صبر صفية:
331 - من حديث الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "إنه لما كان يوم أحد أقبلت امرأة تسعى حتى كادت أن تشرف على القتلى، قال فكره النبي - صلى الله عليه وسلم - أن تراهم فقال: المرأة المرأة.
قال الزبير فتوسمت أنها صفية قال: فخرجت أسعى إليها، قال فأدركتها قبل أن تنتهي إلى القتلى. قال: فلدمت في صدري وكانت امرأة جلدة، قالت: إليك عني لا أرض لك، فقلت، إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عزم عليك.
قال: فوقفت وأخرجت ثوبين معها فقالت: هذان ثوبان جئت بهما لأخي حمزة فقد بلغني مقتله، فكفنوه فيهما قال فجئنا بالثوبين لنكفن فيهما حمزة فإذا إلى جنبه رجل من الأنصار قتيل فعل به كما فعل بحمزة، قال: فوجدنا غضاضة وخنى أن يكفن حمزة في ثوبين والأنصاري لا كفن له، فقلنا لحمزة ثوب وللأنصاري ثوب، فقدرناهما فكان أحدهما أكبر من الآخر فأقرعنا بينهما، فكفنا كل واحد منهما في الثوب الذي طار له" (7).
332 - من حديث ابن عمر وأنس بن مالك رضي الله عنهم قالا: "لما رجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أحد سمع نساء الأنصار يبكين فقال: (لكن حمزة لا بواكي له) فبلغ ذلك نساء الأنصار فبكين حمزة فنام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استيقظ وهن يبكين فقال: (يا ويحهن ما زلن يبكين منذ اليوم فليبكين، ولا يبكين على هالك بعد اليوم) (8).
333 - من حديث وحشي قال: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال لي: (وحشي) قلت: نعم، قال: (قتلت حمزة؟)، قلت: نعم، والحمد لله الذي أكرمه بيدي ولم يهني بيده، فقالت له قريش: أتحبه وهو قاتل حمزة؟ فقلت: يا رسول الله فاستغفر لي، فتفل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الأرض ثلاثة، ودفع في صدري ثلاثة وقال: (وحشي أخرج فقاتل في سبيل الله كما قاتلت لتصد عن سبيل الله) (9).
3 - أنس بن النضر وشجاعته:
334 - من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: " عمي الذي سميت به (10) لم يشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بدرًا. قال: فشق عليه. قال: أول مشهد شهده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غُيبت عنه، وإن أراني الله مشهدًا، فيما بعد، مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ليراني الله ما أصنع، قال: فهاب أن يقول غيرها (11).
قال: فشهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد قال: فاستقبل سعد بن معاذ فقال له: يا أبا عمرو أين؟ واهًا لريح الجنة أجده دون أحد. فقاتلهم حتى قتل. قال: فوجد في جسمه بضع وثمانون من بين ضربة وطعنة ورمية، قال: فقالت أخته عمتي الربيع بنت النضر: فما عرفت أخي إلا ببنانه، ونزلت هذه الآية {رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا} (12).
فكانوا يرون أنها نزلت فيه وفي أصحابه" وهذا لفظ مسلم (13).
وفي لفظ البخاري زيادة أذكرها للفائدة: "فلقي يوم أحد فهزم الناس فقال: اللهم إني أعتذر إليك مما صنع هؤلاء -يعني المسلمين- وأبرأ إليك مما جاء به المشركون -فتقدم بسيفه، فلقي سعد بن معاذ فقال: أين يا سعد؟ إني أجد ريح الجنة دون أحد فمضى فقتل، فما عرف حتى عرفته أخته بشامة -أو ببنانه- وبه بضع وثمانون: من طعنة وضربة ورمية بسهم".
335 - ومن طريق ابن إسحاق قال: وحدثني القاسم بن عبد الرحمن بن رافع أخو بني عدي بن النجار: "قال انتهى أنس بن النضر، عم أنس بن مالك، إلى عمر بن الخطاب وطلحة بن عبيد الله، في رجال من المهاجرين والأنصار، وقد ألقوا بأيديهم، فقال ما يجلسكم؟ قالوا: قتل رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فماذا تصنعون بالحياة بعده؟ قوموا فموتوا على ما مات عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم استقبل القوم، فقاتل حتى قتل) (14).
4 - أبو عامر الفاسق وتحريضه على المسلمين يوم أحد:
336 - من طريق ابن إسحاق قال: وحدثني عاصم بن قتادة: "أن أبا عامر، عبد عمرو بن صيفي بن مالك بن النعمان، أحد بني ضبيعة، وقد كان خرج حين خرج إلى مكة مباعدًا لرسول الله - صلى الله عليه وسلم -، معه خمسون غلامًا من الأوس، وبعض الناس كان يقول: كانوا خمسة عشرة رجلًا، وكان يعد قريشًا أن لو قد لقي قومه لم يختلف عليه منهم رجلان، فلما التقى الناس كان أول من لقيهم أبو عامر في الأحابيش وعبدان أهل مكة، فنادى: يا معشر الأوس أنا أبو عامر، قالوا: فلا أنعم الله بك عينًا يا فاسق -وكان أبو عامر يسمى في الجاهلية: الراهب، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: الفاسق- فلما سمع ردهم عليه، قال: لقد أصاب قومي بعدي شر، ثم قاتلهم قتالًا شديدًا، ثم راضخهم بالحجارة (15).
5 - رجل يستطيل حياته:
337 - من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رجل يوم أحد: يا رسول الله إن قتلت فأين أنا؟ قال: (في الجنة)، فألقى ثمرات في يده وقاتل حتى قتل (16).
قال الحافظ في الفتح "وزعم ابن بشكوال أنه عمير بن الحمام، وسبقه إلى ذلك الخطيب، واحتج بما أخرجه مسلم من حديث أنس (أن عمير بن الحمام أخرج ثمرات فجعل يأكل منهن ثم قال: لئن أنا حييت حتى آكل ثمراتي هذه إنها لحياة طويلة، ثم قاتل حتى قتل.
قلت: لكن وقع التصريح في حديث أنس أن ذلك كان يوم بدر، والقصة التي في الباب وقع التصريح في حديث جابر أنها كانت يوم أحد، فالذي يظهر أنهما قصتان وقعتا لرجلين، والله أعلم، وفيه (الحديث) ما كان عليه الصحابة من حب نصر الإِسلام، والرغبة في الشهادة ابتغاء مرضاة الله" (17).
6 - كافر تصيبه دعوته:
338 - من حديث بريدة رضي الله عنه قال: "أن رجلًا قال يوم أحد اللهم إن كان محمدًا على الحق فاخسف بي قال فخسف به" (18).
7 - حنظلة الغسيل:
339 - من حديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: "سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول عند قتل حنظلة بن أبي عامر بعد أن التقى هو وأبو سفيان حين علاه شداد بن الأسود بالسيف فقتله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إن صاحبكم تغسله الملائكة فسألوا صاحبته) فقالت: إنه خرج لما سمع الهائعة وهو جنب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (لذلك غسلته الملائكة) (19).
340 - من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: "أصيب حمزة بن عبد المطلب، وحنظلة بن الراهب، وهما جنب فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (رأيت الملائكة تغسلهما) (20).
.................................................. ..............................................
(1) المطالب العالية رقم: 4325، ونسبه إلى أبي بكر من أبي شيبة، وقال البوصيري فيه: رواته ثقات كما في التعليق عليه، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 119، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح - ومقطع الحديث (أنا شهيد على هؤلاء) أخرجه البخاري في المغازي باب من قتل من المسلمين بأحد: 4079 وأبو داود في الجنائز باب في الشهيد يغسل: 3138 الترمذي في الجنائز باب ترك الصلاة على الشهيد: 1036، والنسائي في الجنائز باب ترك الصلاة عليهم: 3/ 62، وابن ماجه في الجنائز، باب ما جاء في الصلاة على الشهداء: 1514، من حديث جابر به.
(2) كشف الأستار: 1794، وقال الهيثمي: 6/ 118، رواه البزار وفيه عبد الله بن محمَّد ابن عقيل وهو حسن الحديث على ضعفه.
(3) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 120، رواه الطبراني ورجاله ثقات، انظر الطبراني في المعجم الكبير: 12152.
* النمرة الثوب المخطط من مآزر الأعراب.
(4) لدمت: ضربت ودفعت.
(5) لأوائها: شدتها وضيق المعيشة فيها.
(6) المطالب العالية رقم: 4322، وعزاه إلى أبي بكر بن أبي شيبة وسكت عنه البوصيري وقال في المجمع: 6/ 119 رواه الطبراني ورجاله ثقات.
(7) أخرجه أحمد في المسند: 1/ 165، والبزار كما في كشف الأستار رقم: 1797 وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 118: رواه أحمد وأبو يعلى والبزار، وفيه عبد الرحمن بن أبي الزناد وهو ضعيف وقد وثق" وأخرجه البيهقي في السنن: 4/ 401 - 402، وفي الدلائل: 3/ 290 وأبو يعلى الموصلي رقم: 686، وإسناد هذا الحديث حسن فابن أبي الزناد قال ابن معين فيه: أثبت الناس في هشام بن عروة، وقال ابن المديني: ما حدث بالمدينة فصحيح وما حدث ببغداد أفسده البغداديون. تهذيب التهذيب: 6/ 171 - 172.
(8) أخرجه ابن ماجه في الجنائز باب ما جاء في البكاء على الميت: 1591، وأحمد في المسند انظر الفتح الرباني: 7/ 106 - 107 وقال الساعاتي سنده جيد قال الهيثمي في المجمع: 6/ 120 رواه أبو يعلى بإسنادين رجال أحدهما رجال الصحيح قلت: وإسناد ابن ماجه على شرط مسلم.
(9) قال الهيثمي في المجمع: 6/ 121: رواه الطبراني وإسناده حسن، انظر الطبراني في الكبير: 22/ 139 رقم: 370.
(10) عمي الذي سميت به: أي بإسمه وهو أنس بن النضر.
(11) مخافة أن يقول شيئًا يعجز عن فعله.
(12) الأحزاب آية: 23.
(13) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة أحد رقم: 4048، مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم: 1903، الترمذي رقم: 3198، 3199، وقال حسن صحيح، وأحمد في المسند: 3/ 194، 201، 253، والطيالسي: 2/ 22، وأبو نعيم في الحلية: 1/ 121، ابن جرير الطبري في التفسير: 21/ 147، وابن كثير في التفسير: 3/ 475.
(14) أخرجه ابن هشام في السيرة: 2/ 83، وصرح ابن إسحاق بالتحديث، والقاسم بن عبد الرحمن ذكره ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل 7/ 13، ولم يذكر فيه جرحًا ولا تعديلًا، وأخرجه الطبري في تاريخه: 2/ 517 والبيهقي في الدلائل: 3/ 245 من طريق ابن إسحاق به.
(15) أخرجه ابن هشام: 2/ 67 والطبري في تاريخه: 2/ 512 وسنده حسن ورجاله ثقات، وصرح ابن إسحاق بالتحديث والحديث مرسل.
(16) أخرجه البخاري في المغازي باب غزوة أحد رقم: 4046، مسلم في الإمارة باب ثبوت الجنة للشهيد رقم: 1899، النسائي في الجهاد باب ثواب من قتل في سبيل الله عَزَّ وَجَلَّ: 6/ 33، أحمد في المسند: 3/ 308، الحميدي برقم: 1249، دلائل النبوة للبيهقي: 3/ 243.
(17) فتح الباري: 7/ 354.
(18) كشف الأستار عن زوائد البزار رقم: 1799، وقال الهيثمي في المجمع: 6/ 122، رواه البزار ورجاله رجال الصحيح.
(19) أخرجه الحاكم: 3/ 204 - 205 وقال صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، والبيهقي: 4/ 15 من حديث ابن إسحاق عن يحيى بن عباد بن عبد الله بن الزبير عن أبيه عن جده وسنده صحيح ورواه الطبراني في الكبير وفي لفظه اختلاف انظر مجمع الزوائد: 3/ 23، وقال الهيثمي: وإسناده حسن، وله شاهد من حديث ابن عباس يأتي بعد.
(20) قال الهيثمي في المجمع: 3/ 23، رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن.
__________________
أليس في صحبة المتقين طمأنينة ؟ !! لماذا نغالط أنفسنا ؟!!


رد مع اقتباس