الاخت صبورة وحكيمة
معرفكِ يوحي بأن لكِ اهتمامات بالحكمة والقول والفعل الصائب، وإذا ظهر لكِ الموقف الحكيم سوف تستلمي له لأنك تبحثي عن الحكمة.

برأيي أولاً مطالبة زوجكِ لكِ بالذهاب للفطور سويةً ورفضكِ لطلبه لا يجوز لكِ منع زوجكِ من هذا الحق وأنتِ مخالفة للشريعة السمحاء وتعتبري بنظر الله وبنظر دينه عاصية ومذنبة.
تخيلي كثير من الزوجات عندما يتشاجرن مع أزواجهن يذهبن لبيت أبيهن من غير رضى الزوج وهذا ذنب ومعصية، فالدين الذي يحث المطلقة التي طلقها زوجها المكوث في بيت زوجها حتى تنتهي عدتها ولا يجوز لها تذهب بيت أبيها، يا ترى! ما حكمة الشرع في هذا الأمر؟ دين الله غزير وعميق والله حكيم في وضع الدستور والقانون، فمن المؤكد أن هذا يصب في مصلحة الناس ولكن أكثر الناس لا يفقهون، بل لا يريدون الإلتزام بالحلال والحرام. فالناس تعرف أن هذا حرام ولكنهم يستسلمون للأهواء الشيطانية، وبعدها تزيد عندهم المشكلات وتتعقد أحوالهم وتختلط المشكلات بشكل شيطاني وتتفاقم المشاحنات والغيض والقهر والكره بسبب عدم اذعانهم لنصائح الدين والالتزام بقوانينه الحكيمة.
ثانياً أبوك لم يكن موفقاً بما فيه الكفاية في إدارة المشكلة بشكل حكيم من غير أن يتسبب بجرح كرامة زوج إبنته، وأعتقد بأن الموقف الحكيم لأبيك كان ينبغي إعطاء زوجكِ فرصة ليصحح غلطه أفضل من أن يكسره بهذه الطريقة، التي ربما تبقى في نفسه وينفجر عليكِ في يوم ما وتقل عنده الثقة بكِ بأنكِ لا يمكن الاعتماد عليكِ في حفظ الأسرار الزوجية، وربما يشعر بأنه حصل خذلان منكِ.

ثالثاً أنتِ تقولين أن عليه ضائقة مادية وقروض ، وأنتِ تقولين لنا وفي نفسك (أنا شكو) هذا كلامكِ.
من قال لكِ بأن الحياة الزوجية التي فيها تعاون ومشاركة وسند للزوج وقت الأزمات يكون الموقف الحكيم (أنا شكو) هل هذه حياة زوجية مستقرة.
إذا كان الصديق وقت الضيق ، فكيف لا تكون الزوج هي الصديق وهي القريبة وهي السند وهي المحامي وهي نعم الكرم والعون لزوجها ؟ لماذا نسيتي كل هذه الابجديات في الحياة الزوجية ؟
زوجة تعيش مع زوجها على الحلوة والمرة وتصبر على وضعه هي المرأة الحكيمة وليس من الحكمة نردد الكلمة المتداولة بين النساء (أنا شكو) صحيح أنكِ ليس لك دخل بقروضه ومشاكله ولكن من الحكمة والخلق لخلق المودة والرحمة أن تتعاون الزوجة مع زوجها من أجل يسير الركب على أحسن ما يرام. أنا لا أعفي زوجكِ من الخطأ فهو ليس من حقه يطالبكِ بأي مال يتعلق بالسكن أو النفقة ولكن يأخذ المال من زوجته بالتراضي الموافقة ورضى النفس، هذا هو حكم الله.

أرجو أن يتم توعية زوجكِ بطريقة حكيمة بهذه الأمور من غير مس بكرامته أو طعن مشاعره ورجولته.