حياك الله حبيبنا

حرصها على التواصل معي ليس سببه الأولاد

لأن التواصل ممكن جدا عن طريق ابننا الكبير (١٢ سنة)

وغالبا يكون تواصلنا عن طريق أخي أو أختي

وتواصلنا عن طريقهم مؤد للغرض

فلا يلزم أن أتواصل معها مباشرة

هي حريصة جدا على معرفة أخباري

تقرأ جميع المحادثات التي في مجموعة العائلة على الواتس

تقرؤها عن طريق جوالات أبنائنا

وقد أكد لي الأبناء هذا الأمر

ونحن أيضا تحققنا من ذلك حين نجد أن المحادثات تكون مقروءة في الأوقات التي يكون فيها الأولاد في المدرسة

فهم لا يأخذون جوالاتهم للمدرسة بل يتركونها في المنزل

وأمهم تدخل إلى المجموعة وتقرأ المحادثات كلها

وأمس أرسلتُ رسالة إلى ابني الساعة الرابعة فجرا

ووجدت أن المحادثة قرئت في هذا الوقت الذي يكون فيه ابني نائما

فعلمت أنها قرأت المحادثة وقد أكد لي ابني ذلك لاحقا

فحرصها على أخباري وسعيها للتواصل معي دون مبرر لذلك يشعر بأنها تحن إلي

وقد كانت أول أيام الانفصال تصنع لي طعاما وترسله

وكانت كثيرة السؤال عني على الواتس

وهذا قبل أن أحظرها

لكن لما زادت المشاكل بيننا وحظرتها ونقلت هي إلى جدة وسافرت أنا للشمال لم يبق لها طرق للتواصل بي إلا الاتصال، وهي تستخدم هذه الوسيلة بين الحين والآخر

أما أنا فلا أريد أن أتواصل معها نهائيا

لأنني حين أكلمها أسيء إليها بالقول، وأهينها

وهذا أمر لا يرضيني لأنه يجب علي توقير ما كان بيننا من مودة ورحمة وحياة جميلة

وما زلت أرى أنه من الصعب أن أجد من ينسيني إياها

فقد كان بها جل المواصفات التي كنت أحلم بها في الزوجة مذ كنت طفلا

كانت مرحة صبورة قنوعة محبة لأهلي حريصة على إسعادي

كانت تنفق من مالها حين أقصر عنها

بل كانت حريصة على مالي ولا تتبضع من البضائع إلا الأرخص ثمنا وكانت تتكلف عناء البحث عن ذلك

كانت حريصة على أن تتعلم صنع ما أحبه وأشتهيه من الطعام

وكنت أرى السعادة في عينيها حين كان يروق لي ما تطبخ

والأهم أنها كانت تحبني حبا عظيما

وأظن أنها لا زالت كذلك

فلذلك هي لا تستحق مني أن أهينها وأشتمها

فلا أريد أن أتواصل معها

يكفي ما صنعته معها بعد الانفصال وأرجو أن تنسى لي ذلك وألا تذكر لي إلا جميل العشرة كما أنني لا أذكر لها إلا الخير

وليس هذا أوان البحث عن زوجة أخرى فإني سأكثر مقارنتها بالأولى وستظلم معي

والله المستعان

__________________
إلى الماءِ يسعى من يغَصُّ بلقمةٍ ::
إلى أين يسعى من يَغَصُّ بِمَاءِ؟!