منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - زوج.... زوجة؟؟؟اول حلقة
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-02-2005, 12:15 PM
  #2
زوجة حائرة
عضو مميز ومثالي
تاريخ التسجيل: Jan 2004
المشاركات: 188
زوجة حائرة غير متصل  
زوج..... وزوجة.... الحلقة الثانية

هــــــــــــــــي
:
أعلم أن الغيرة بين الزوجين طبيعية ، فلا أحد منهما يريد أن يرى مساحة لغيره في قلب شريك حياته ، وأعلم أن الغيرة من سمات الإيمان ، ولكن زوجي يحوّل غيرته عليّ إلى جحيم لا يُطاق ، لا يريد لعيني أن تنظر لغيره ولو مصادفة ، ولا يريد لأذني أن تنصت لسواه ، ولا يقبل أن يمر اسم رجل على لساني أو أبدي إعجابي بشخصية ما ولو كان عالماً أو مثقفاً ، دائما يكرر لي : لا تفكري بسواي !! ولا يفرق أنني حين أتكلم عن سواه أو أذكره بخير فإن ذلك لا بداعي الميل له وإنما بداعي الرضا بسلوكه أو فكره ، وأنه يحسسني أنني أحب سواه و أعشق غيره !!
قبل أيام وفي بيت جدي التقيت بابن عمي ( ياسر) فألقى التحية عليّ ورددتها بأحسن منها ، ودار بيننا حديث عابر وسريع عن الدنيا وأحوالها ، فما كان من زوجي إلا أن عبس في وجهي ، وفرّغ جام غضبه عليّ طوال طريقنا للبيت عند العودة ، قائلا لي : ينبغي أن تكون علاقتك مع أبناء عمومتك لا تتعدى السلام ورده !
فكيف يعقل أن أشح بوجهي عنهم وهم من تربيت معهم في بيت واحد ؟! وهم كإخواني ، وعلاقتي بهم طبيعية لا يشوبها أي إشكال شرعي ؟!
اشترى لي هاتفاً هدية بمناسبة عيد زواجنا ، وليته لم يشتره ، فما يرن حتى يسألني من المتصل ؟ ولماذا ؟ ولا يمر يوم إلا ويفتش هاتفي ويقرأ رسائله الواردة والصادرة ويرى سجل المكالمات ! أعلم أنه يثق بي كل الثقة ولكن لا أدري لماذا يفعل ذلك ! أهل هي الغيرة الطبيعية عند كل آدم ؟ أم أن غيرته قاتلة ؟


هـــــــــــــــــو
:
لأنني أحبها واعتبرها كنزاً ثميناً في حياتي ، وشرياناً مهما في وجودي ، فإني أحافظ عليها كعينيّ ، وأرعاها كروحي ، وأود أن تحس بي كما أحس بها ، وتشعر باهتمامي الكبير بها ، ليملأ حبها لي قلبها ، فلا ترى سواي في حياتها .
و حين اهتم بها وأرفض أن تبتسم لغيري ولو كان قريبا أو الابتسامة بريئة تتهمني أنني أغار عليها بشكل غير طبيعي ، ولكنني حين أفعل ذلك أفعله بتلقائية حبها في نفسي ، ولست أتصنعه ، وقد غضبتُ عليها حين تحدثت مع ابن عمها ياسر وكأنه أخوها ، لأنني أعلم أن الكلمات وإن كانت بريئة فإنها قد تترك أثراً في النفس ، وقد تبقى في الذاكرة ، ولا أريد لها أن تتعود على الحديث مع أبناء عمومتها بهذه الطريقة ، تقول لي : لقد تربيت معهم وهم كإخواني !! ولا تلتفت أن حياتها اليوم تختلف عن الأمس ، فهم بالأمس صغار وهي صغيرة أما اليوم فينبغي أن لا تتعدى العلاقة معهم سوى السلام ورده ...
تنظر لي بعين السخرية أحياناً حين أنظر لرسائل هاتفها ، وتدّعي أنني لا أثق بها ، وأقسم بالله أن ثقتي بها لكبيرة ، ولم يخالجني شك فيها أبداً ، ولكني حين أفعل ذلك فببراءة تامة ، ومن باب الفضول والإطلاع فقط ، ولكنها لا تريد أن تفهم ذلك ..
فهل هذا هو السلوك الطبيعي عند كل حواء ؟ أم ماذا ؟؟