منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - فتاوي رمضان للشيخ عبد العزيز بن باز ((رحمه الله))
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-10-2003, 03:21 PM
  #3
الفيلسوف
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية الفيلسوف
تاريخ التسجيل: Aug 2003
المشاركات: 3,808
الفيلسوف غير متصل  
Exclamation تـــــــــــــــــــــــابـــــــــــــــــــع ............

حكم من يصوم رمضان ثلاثين يوما دون زيادة أو نقصان

س: ما حكم الله ورسوله في قوم يصومون رمضان ثلاثين يوما ولا ينقصونه أبدا ؟

الجواب: هذا العمل خطأ ، بل منكر مخالف لكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم ، ولعمل أصحابه من أهل البيت وغيرهم رضي الله عنهم أجمعين ؛ لقول الله سبحانه: يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ [البقرة: 189] ، وقوله سبحانه: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا [الحشر: 7] ، وقول النبي صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين وفي لفظ: فصوموا ثلاثين وفي لفظ آخر: فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوما فهذه الآيات والأحاديث تدل على أن الواجب هو الأخذ بالأهلة ، فإن تم الشهر ثلاثين صام الناس ثلاثين ، وإن نقص صام الناس تسعا وعشرين ، وقد تواترت الأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دالة على أن الشهر يكون تسعا وعشرين ، ويكون تارة ثلاثين؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بترائي الهلال وإكمال العدة إذا لم ير الهلال ليلة الثلاثين من شهر شعبان أو ليلة الثلاثين من رمضان . فلا يجوز لأحد أن يحكم رأيه ويقول: إن الشهر دائما يكون ثلاثين ؛ لأن هذا القول مصادم ومخالف للأحاديث الصحيحة الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، كما أنه مخالف لإجماع المسلمين ، فإن العلماء قد أجمعوا قاطبة على أن الشهر يكون تسعا وعشرين ، ويكون ثلاثين ، والواقع شاهد بذلك يعلمه كل أحد له عناية بهذا الشأن ، وقد قال الله سبحانه في كتابه العظيم: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا [النساء: 59]. قال العلماء من أهل التفسير وغيرهم : الرد إلى الله هو الرد إلى كتابه الكريم ، والرد إلى الرسول صلى الله عليه وسلم هو الرد إليه نفسه في حياته ، وإلى سنته الصحيحة بعد وفاته. وقد أوضحنا لك الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام وإجماع أهل العلم على أن الشهر تارة يكون تسعا وعشرين ، وتارة يكون ثلاثين ، فليس لأحد من الناس أن يخالف هذا الأصل الأصيل ، والله المستعان ، وهو حسبنا ونعم الوكيل .







حكم من يقتصر على صلاة الجمعة وأوقات رمضان فقط

س: كثير من الناس لا يصلون إلا الجمعة وأوقات رمضان فقط ويحتجون بحديث: الجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات لما بينهما فهل هذا عمل صحيح ؟

الشيخ: هذا الاستدلال جهل وضلال ، فالله جل وعلا أوجب علينا الصلوات الخمس ، وأوجب علينا الجمعة ، وأوجب علينا صوم رمضان فعلينا أن نؤدي الواجبات كلها ونحذر ما حرم الله علينا ، فنؤدي الصلوات كلها ، ونؤدي صلاة الجمعة ، ونصوم رمضان ونحج البيت ونفعل كل ما أوجب الله علينا ونحذر ما نهانا الله عنه ونرجو بذلك ثوابه ونخشى عقابه ولنا في هذا الأجر العظيم والعاقبة الحميدة ، وقد نبه النبي صلى الله عليه وسلم في نفس الحديث على ما ذكرنا بقوله صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن ما اجتنبت الكبائر فبين صلى الله عليه وسلم أن هذه العبادات إنما تكون كفارة لما بينهن من السيئات الصغائر إذا اجتنب العبد الكبائر وهذا يبين بطلان ما توهمه السائل وما رتب الله عليها من كفارة ، ويوضح أن هذه العبادات إنما تكون كفارة لما بينهن في حق من أدى الفرائض واجتنب الكبائر ، ويدل على هذا المعنى قول الله سبحانه: إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلًا كَرِيمًا فأبان سبحانه في هذه الآية: أن تكفير السيئات ودخول الجنة معلق باجتناب الكبائر وهي المعاصي التي جاء في النصوص الوعيد عليها باللعنة أو بالنار أو بغضب الله عز وجل أو بنفي الإيمان عن صاحبها أو براءة الله منه أو براءة رسوله صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك مما يدل على عظمها وخطرها ، مثل قوله صلى الله عليه وسلم: لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده ويسرق الحبل فتقطع يده الحديث ، ولعنه صلى الله عليه وسلم شارب الخمر وساقيها وعاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وبائعها ومشتريها وآكل ثمنها ، ومثل لعنه صلى الله عليه وسلم آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه ، ومثل لعنه صلى الله عليه وسلم النامصة والمتنمصة والواصلة والمستوصلة . . الحديث ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن الحديث ، ومثل قوله صلى الله عليه وسلم: أنا بريء من الصالقة والحالقة والشاقة متفق على صحته ، والصالقة هي: التي ترفع صوتها عند المصيبة ، والحالقة هي: التي تحلق شعرها عند المصيبة ، والشاقة هي: التي تشق ثوبها عند المصيبة . والأحاديث في هذا المعنى كثيرة . وقد أجمع المسلمون قاطبة على أن صوم رمضان لا يسقط الواجبات الأخرى عن المسلمين ، وأن صلاة الجمعة لا تسقط الواجبات الأخرى أيضا ، وعلى أن صلاة الجمعة لا تسقط بقية الصلوات ، وإنما يسقط بها صلاة الظهر فقط في يوم الجمعة ، فمن زعم أن صلاة الجمعة وصيام رمضان يسقطان عنه هذه الفرائض كلها واعتقد ذلك فهذا كفر وضلال عند جميع أهل العلم يجب على قائله أن يبادر بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى من ذلك؛ لأن هذا إسقاط للواجبات ، واستحلال للمحرمات ، وذلك غاية الكفر والضلال ، والقول على الله بغير علم نسأل الله العافية والسلامة من ذلك .