ماذا تفعل المرأة إذا احتلمت ورأت المـاء؟
عن أم سلمة : أن أم سليم وهي امرأة طلحة قالت ((يا رسول الله إن الله لا يستحي من الحق فهل على المرأة الغُسل إذا احتلمت ؟ قال نعم إذا رأت الماء )) رواه البخاري ومسلم
ما يستفاد من الحديث :
1-إن المرأة تحتلم في المنام كما يحتلم الرجل فتتخيل العملية الجنسية في منامها كما يتخيل الرجل فربما حصل إنزال .
2-هذا التخيُل المنامي لايدل على نقص في الدين مادام أنه يلم بفضليات النساء والنبي صلى الله عليه وسلم يسمعه منهن ولم ينصحهن بمجاهدته وأسبابه فهو أمر طبيعي لمن عنده رغبة غريزية كبتها العقل الظاهر فإذا غاب تنبه العقل الباطن ليشبع هذه الغريزة الطبيعية .
3-إن المرأة إذا احتلمت وخرج منها المني أثر الرؤيا المنامية فعليها الغسل .
4-إن المرأة تنزل كما ينزل الرجل فالجنين يولد من نطفتي الرجل والمرأة وهي نطفة الأمشاج التي قال تعالى عنها [ إنا خلقنا الإنسان من نطفة أمشاج] ومن نطفتها يكون شبه الولد بها .
5-إن الحياء لاينبغي أن يمنع من تعلم العلم حتى في المسائل التي عادة مايستحى منها فقد قالت عائشة رضي الله عنها ((نعم النساء نساء الأنصار لم يمنعهن الحياء من التفقه في الدين ))
6-إن من الأدب وحسن المخاطبة أن يقدم توطئة للكلام الذي يستحى منه تناسب المقام وليخفَ وقعه ولاينسب صاحبه إلى الجفاء .
7-الإحتلام المجرد عن الإنزال لا يوجب الغسل لقوله "إذا رأت الماء"
8-مشروعية سؤال الرجل أو المرأة ما يحتاج إليه في أمور الدين .
9-الذي يجد بعد الاستيقاظ من النوم بللا في ثوبه أو بدنه رجلا أو امرأة لايخلو من ثلاث حالات :
الأولى : أن يتحقق أنه مني فيغتسل ولو لم يذكر احتلاما
الثاني : أن يتحقق أن البلل مذي فهو نجس عليه غسله وليس عليه اغتسال
الثالث : أن لا يعرف هل هو مني أو مذي فإن سبق نومه ملاعبة أو فكر أو انتشار ونحو ذلك فالغالب أنه مذي يغسل ما أصاب بدنه وثوبه وليس عليه غسل وإن لم يسبق نومه شئ فهنا يجب عليه الغسل وغسل ما أصاب بدنه وثوبه احتياطا.
وعن أبي سعيد الخدري رضي الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
((إذا أتى أحدكم أهله ثم أراد أن يعود فليتوضأ بينهما وضوءاً ))رواه مسلم
وزاد الحاكم فإنه أنشط للعود
ما يستفاد من الحديث :
1-استحباب وضوء من جامع أهله ثم أراد العود للجماع مرة أخرى وقد ثبت أنه صلى الله عليه وسلم أتى نسائه ولم يحدث وضوءا بين الفعلين وثبت أنه اغتسل بعد غشيانه كل واحدة فالكل جائز.
2-عموم الحديث يفيد أنه سواء أكانت التي يريد العود إليها مرة ثانية أو زوجة أخرى ممن عنده أكثر من وحدة
3-الحكمة في هذا ما أشارت إليه زيادة الحاكم فإنه أنشط للعود لأن المجامع يحصل له كسل وانحلال والماء ينام أن يتوضأ وضوءه للصلاة .وذلك أن الوضوء يخفف غلظ الجنابة وثقل حدثها للنائم الذي ينبغي أن ينام على طهارة تامة لحديث ((إذا أخذت مضجعك فتوضأ وضوءك للصلاة)) قال شيخ الإسلام : يستحب الوضوء عند كل نوم لكل أحد
4- يعيد إليه نشاطه وقوته وحيويته ؟
جواز النوم بعد الجماع ولو كان جنبا إذا توضأ كما جاء عن عمر رضي الله عنه أنه قال يا رسول الله أينام أحدنا وهو جنب؟ قال نعم إذا توضأ .متفق عليه وعن عمار بن ياسر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم رخص للجنب إذا أراد أن يأكل أو يشرب أو ينام أن يتوضأ ع
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ((قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جلس بين شعبها الأربع ثم جهدها فقد وجب الغسل "وإن لم ينزل" )) رواه البخاري ومسلم
ما يستفاد من الحديث :
1-الشعب الأربع هنا يدا المرأة ورجلاها وجلوس الرجل بينها أثناء الجماع هي أليق صفة من صفات الجماع - مع جواز غيرها – مادام الإيلاج في مكان الحرث وهو القبل .
2-إن نفس الإيلاج موجب للغسل وإن لم يحصل إنزال
3-المراد بالجهد هنا أي بلغ جهده وكده بحركته في العمل بها لمعالجة الإيلاج كما جاء في بعض الروايات "إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل " والمقصود ختان الرجل وختان المرأة وهما معروفان