الأخ الكريم ( صن رايز )

تحية لك من القلب محملة بالعطر والياسمين .. على طرح مثل هذا الموضوع ... لأنه مهم والحقيقة أنه كان يدور برأسي من فترة أريد طرحه ... ولكن لم تسنح لي الفرصة ... فجزاك الله خيراً .. ورفع الله قدرك ...

الحقيقة أيها الاخوة والأخوات الأفاضل .. هذا الموضوع أعول عليه آمالا كبيرة ... لأنه إذا تم الخروج منه بصورة صحيحة عنه .. فأتوقع ـ والله أعلم ـ أن الكثير من المشاكل عند الأزواج والزوجات ستقل بعون الله

أحبتي .. لعل نطاق الحديث عن هذا الموضوع أوسع من ذلك .. ولكن هو في النهاية أحد أهم أسس الحياة الزوجية .. ذلك العش الجميل ... الذي نحتاج إلى فرشه دوماً بالورود والرياحين .. حتى نبقى تشتم من عبيرها الفواح ... لنحس ونشعر بطعم ذلك العش الذي نقطن فيه .

لي طلب قبل أن أكتب ما في عقلي وقلبي .... وهو رجاء حار وحار وحار .. لكل من يقرأ هذا الموضوع ويدخل لقراءته .... أرجوك أخي الكريم أختي الفاضلة ... أن تتحمل طول كتابتي وأن تكمل قراءة ردي إلى آخره ... وتحملني ولو لمرة ... علي أستطيع أن أقدم لك فائدة ... فكلماتي التي سوف أكتب ... خرجت من القلب .. فلعلها تصل إلى القلب .... وجزاك الله خيراً ...




ما أود قوله هو :
أن الحياة الزوجية هي عبارة عن قاسم مشترك بين شخصين ... ذكر وأنثى ... لكل مسؤوليات وواجبات .. فعلى عاتق الرجل تقع مسؤوليات ومهام عليه القيام بها تجاه زوجته ، وهذه المسؤوليات تعد بالنسبة إليها حقوقاً ... والزوجة كذلك عليها واجبات ومسؤوليات تجاه زوجها ، وهي تعد بالنسبة له حقوق له عليها ...
نحن لا نستطيع أن نحدد بالمطلق هكذا على أن النساء هن صويحبات المشاكل ... ولا كذلك ننعت الرجال بذلك ... الأمر مختلف جدا .. وهو مقارن بالأشخاص والأفراد لا بالعموم ـ وإن كان لدينا نظرة واقعية من خلال الحياة اليومية بأن الغالبية في الأمر الفلاني بسبب الرجال ، أو أنه في النقطة الفلانية يقصر الرجال أكثر ـ إلا أن ذلك لا يعطينا الحق بأن نعمم على عموم النساء أنهن وراء كل خطأ ، وأن الرجال يتحلموا الشق الأكبر ....
إخوتي ... تعالوا معي نسير في رحاب الحب ... رحاب الحنان ... رحاب التفكير في الطرف الآخر لا التفكير في الذات ...
جزء ليس باليسر من المشاكل الزوجية تقع لأن كل واحد من الطرفين مسوي ( عنتر ) أو واحد فيهم يبدأ بذلك .. وطبيعي جدا أن تكون ردة الفعل لدى الآخر العناد ... أيا كان المبتدئ وأياً كان الآخر ...
يا جماعة ... الحياة الزوجية أكبر من ذلك .. لو استمر الرجل في تفكيره أنه يجب أن يكون هو المسيطر على الأمور ، وأن كلمة لا من زوجته هذا يعني أنه يقلل من شأنه .. ويسكر من هيبيته وكبريائه ... والخ هذه الكلمات التي لا أساس لها من الصحة في حياة قدوتكم محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه ...
الحقيقة أن الكلام في هذا الموضوع يطول .. ويطول ... ولكن يا أحبتي .. إني أدعو نفسي وأدعوكم جميعأً إلى تنفيذ قاعدة هامة وهي (( أدِّ واجباتك ... تُؤدَّى لك حقوقك وعلى طبق من ذهب )) هذه دعوة صادقة ..
تعال يا أيها الزوج المبارك .. جرب أن تُؤد واجباتك دون البحث عن حقوقك ... والله ثم والله ثم والله .. وأنا أحاسب على هذا القسم أن حقوقك تأتي إليك جريا .. وبأحسن ما يكون .. بالذات من قبل الأزواج .. لأن المرأة السوية لا تحتاج إلى إلا كلمة طيبة .. ومعاملة حسنة .. وثقة عمياء ...
جرب أيها الزوج .. ولو لفترة بسيطة .. بشرط أن يكون هذا العمل نابعاً من قلبك بصدق .. وبحق .. وفعلا تنوي التغيير .... (((( لكن مو تجي تجرب تقول خلنا نجرب هالحريم ما ينفع معهم شيء بتظل زي ما هي يعني بتظل )))) بالله عليك يا عزيزي المسدد ، إذا بقيت هذه هي نظرتك لزوجتك .. كيف تريد منها أن تتغير .. هو أنت وحدك لا غيرك من جعلها كذلك ...
الفتاة تخرج من بيت أهلها ( إذا كانت محبة لزوجها ) وردة جميلة .. تحمل في طياتها الحنان .. ولكن أوراق هذه الوردة متناثرة لتقول لك أيها الزوج [ ارسمني على الشكل الذي تريد ، وباللون الذي تختار، ] حتى تخرج اللوحة التي تريد أنت .. بيديك ... والله أفعال الزوجات نتاج لافعال الأزواج ....
قد يقول قائل مابال أخانا يُناقض كلامه ، ففي البدء منه كان يقول لا نستطيع أن نعمم .....
أحبتي أنا أتحدث عن الأصل .. عن الفطرة التي فطر الله الناس عليها ... عن أصل خلقة المرأة .. لا عن الوضع الحالي ... جرب أن تغير نظرتك لامرأتك ... والمهم أن تشعرها بتغيرك لتلك النظرة .. وانظر ألن يكون هناك تغيير ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍!!!!!!!!!!!!!!!
أحبك أيها الزوج ... أحبك من قلبي .. فأنت من بني جنسي ... أحبك وأحب لك الخير .. من أجل ذلك همست في أذنك بهذه الكلمات ... لا تزعل مني أرجوك إن كنت قد قسوت عليك ... لتقول لم ينصف الرجل .. وفضل النساء على الرجال ..... أرجوك لا ... نحن لسنا في حرب شعواء ضروس .. أحبك ....

وأنتِ أيتها الفاضلة ... هذه دعوة أخرى لكِ بأن تجربي أن تفعلي نفس الشيء .. لا تربطي أداء واجباتك بالحصول على حقوقك ... فلسنا في مباراة أو مبارزة ... أرجوكِ ... ولو أن تفعلي ذلك لفترة ... أكرر هي تجربة ... اصبري على حقوقك إن لم تأتيكِ ... صدقيني لا يوجد أحنُّ من الرجال على النساء ... فرجُلُكِ ـ رعاكِ الله ـ هو لكِ .. وبكِ .. ومن أجلكِ ... من له غيركِ ... لست هنا في هذا الموضوع بالتحديد كي أوجه لكِ نصائح كيف تعاملين زوجكِ ... فمنتدانا ( القسم هذا بالتحديد ) البديع مليئ والحمد لله بتلك النصائح .. ولكن أنا هنا كي أطلب منك أن تؤدي واجباتك دون السؤال عن أين حقوقي ؟؟؟ وأنتِ تستطيعين ذلك .. وسف تنجزين أروع الإنجازات .. فقط جربي أختاه ... وفقك الله وأعانك ...

أيها الأحباب جميعاً ... يا من أحببت في الله من قلبي ... يعلم الله كم أنا خجلٌ منكم في إطالتي .. ولعل هذا من سوء أدبي .. وعدم معرفتي وإحساني للاختصار ... ولكن هو كلام في قلبي .. استوحيته من هدي نبيي .. وكان لا بد أن أدلي به ... حتى أقيم الحجة على نفسي قبل أن أقيمها على الجميع ... فالله عز وجل لن يسأل الرجل إلا عن واجباته .. لماذا لم تؤدها ؟؟؟ وكذلك المرأة .. عن واجباتك لماذا لم تؤدها ؟؟؟ بالله عليكم هل هو جواب مقنع أن نرد على رب العزة والجلال : هو ( الطرف الآخر أيًّا كان ) السبب .. لم يؤدِّ لي حقوقي فلم أؤد له واجباته ... ألا ترون معي أن هذه الأخلاق .. وهذا التعامل وهذه النطرة الداخلية .. موجودة في أرذل الأماكن في مجتمعاتنا ... يجب أن نرتقي أيها الأحباب .. نحن أكبر من ذلك ... والله أكبر بكثير ...

أختم بقولي :
لو أدّى لكل الذي عليه ... صدقوني سوف يأتِ الذي له .. وبأجمل ما يحب ... والصبر مطلوب في هذا لباب .. والرحمة والعطف أساس .. فهنالك رجال يحتاجون إلى صبر منكِ أيتها الزوجة ... لكنه في النهاية بشر ... لا يكن جوابنا : لا يمكن .. مستحيل .. عجزت معه .. جربت كل الطرق ( إذا كان ذلك كذلك فعلا فلا بد من أن هناك ثغرات كبيرة لا تجعل من ذلك التعامل أمرا جليا وواضحاً ) ... هل يستطيع أحد أن يقول لي أنه يوجد رجل على وجه هذه المعمورة ـ إذا عومل بأروع ما يكون التعامل من زوجته ليرى حقوقه تؤدى بأحلى وابهى صورة ( دون تكلف بطبيعة الحال ) ـ يقابل ذلك بالإساءة ؟؟؟؟
أجيبوا يا معشر الرجال .. وليسمح لي النساء بأن هذا السؤال غير موجه لهن ... ومن يقل نعم فلا يمكن أن يكون ذلك الرجل مكتمل الخلقة ... أنا أتكلم بصورة عامة يا أحباب .. بغض النظر عن كم هي الفترة التي تعامل فيه الزوجة زوجها ليحسن إليها ويكون أفضل ما يكون رجل لزوجته .. هذا أمر ليس له مقياس محدد .. يعود إلى التربية والثقافات ... ولكنه في النهاية ... سوف يعود .. وسوف يتحسن ... وأنتم أدرى بالسبب .....
كذلك النساء .. نفس الطريقة ونفس الكلام .. هل تستطيع آحاد النساء أن تقول لي أنه يوجد امرأة على وجه هذه المعمورة ـ إذا عوملت بأروع ما يكون التعامل من زوج لزوجته ، لترى حقوقها تؤدى بأحلى وأبهى صورة ( أيضاً دون تكلف ) ـ تقابل ذلك بالإساءة ؟؟؟؟
أجيبوا ما معشر النساء ... وليسمح لي الرجال فهذا السؤال غير موجه لهم ... ولكن أعتقد أنه إذا كان الجواب لهذا السؤال بالنسبة للرجال ( لا يوجد ) فمن 60 باب أولى للنساء ...

قبل أن أختم ألا تؤيدون أنه في كثير من الأحيان .. وفي واقعنا الحالي ... يبحث الرجل ويركز بل ويجعل كل اهتمامه ( متى تقول لي كلمة حلوة ؟؟ ـ لماذا لم تفعل معي كذا ؟؟ طيب أنا قمت لها بكذا وكذا .. وما ردت علي الرد المناسب ؟؟ أين الحنان الذي تكلموا عنه ؟؟؟ )
>>> بحث عن الحقوق دون النظر في الواجبات <<<
ونفس الطريقة بالنسبة للمرأة ......

فتعالوا يا أعزائي .. يا أحبائي .. لنجرب .. لنحاول .. والله لا طعم لهذه الحياة إلا بالحب ... إلا بالحنان ... إلا بالعطف .. إلا بالرحمة ... إلا بالتعاون ... بالله عليكم كيف هي أيام الزواج الأولى .. ولحظاته التي تكتب بماء الذهب ؟؟؟ ماذا نجني من الصريخ ؟؟ ماذا نجني من العصبية ؟؟؟ ماذا نجني من التسلط ؟؟ ماهي الفوائد المتحققة لنا من التعاسة ؟؟؟ ماهي النتائج الباهرة التي يحققها لنا العناد ؟؟؟

دعوة صادقة إلى حياة سعيدة ... نحن يا أحباب شرع الله لنا الزواج ليعين بعضنا بعضاً ... شرع الله لي الزواج لآخذ بيد زوجتي لأقول لها : هيا نعش في الدنيا سعداء .. ونصل في الآخرة إلى الجنان ... وشرع الله لزوجتي الزواج كي تأخذ بيدي هي الأخرى وتقول لي : تعال لنسعد في هذه الحياة .. ويدي بيدك أوصلك وإياي إلى رضى ربي والجنان .... بالله لو استشعرنا هذا الكلام بقلوبنا .. وليس بآذاننا ( وإن كنت أستغرب كيف يكون استشعار بغير القلب والروح ، ولكن أصبح موجوداً ذلك الاستشعار ) كيف سيكون مجرى حياتنا ... كيف سيكون خطها ... يالله ... يالله ما أجمل لحظات السعادة .. ما أجمل الابتسامة على وجه الزوجين ... والله يقول لهما .. افعلا ما شئتما فقد رضيت عنكما ... ما أجمل ذلك

أخيراً ... أرجوكم ايها الرجال .. أرجوكم ... أرجوكم ... لا تنسوا وصية الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه قبل موته ( استوصوا بالنساء خيراً ) أرجوكم .. هي تلك أمانة قد وضعها الله في رقابكم .. فأحسنوا معاملتهن .. وجوارهن .. وتحملوهن إن قصرن ... علموهن إن أخطأن بدل أن توجهوا لهن اللوم مباشرة ... هن مخلوق بحاجة إلى أرواحكم .. ليسوا بحاجة إلى أجسادكم .. وأصواتكم .. وصوركم ( وإن كان هذا كله مهم وله دوره ) ولكن لا يمكن بحال أن يكون هو الأول ... استوصوا بهن خيرا ...

وأنتن أيتها النساء ... أرجوكن ... أرجوكن .. من أجل ربكن .. وسعداتكن ... تحملوا هذا الرجل .. وقوموا على خدمته بما يرضي الله ويرضيكم ... هو مخلوق بحاجة إلى حنانكن .. وعطفكن .. يعتب خارج المنزل .. وليس له سكن إلاكن .. فلا تزيدوا عليه الحمل فسألوني والله إنه ليعاني خارج المنزل يأتي لا يرد منكن إلا أن يسكن إليكن .. فلا تطردنه من جواركن .. ومن أحضانكن ... ولا تنسين حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( .... لو كنت آمراً أحدا أن يسجد لاأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها ، إذا صلت المرأة فرضها .. وصامت شهرها .. وأطاعت زوجها قبل لها : ادخلي من أي أبواب الجنة شئتِ ) أوكما قال عليه الصلاة والسلام ... أرجوكن ... أرجوكن ... أرجوكن

أختم بالاعتذار الحار ... على الإطالة ... شكرا لكل من قرأ كلامي إلا النهاية ... وسائلا المولى عز وجل أن يجعلني وإياكم ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه ... وأن يجعلنا من خير الرجال في معاملة نسائنا .. وأن نكون من خير النساء في حب أزواجنا ... وأن يلهمنا الصبر على نوائب هذه الحياة
تحياتي للجميع .... وإن أصحبت فمن الله الواحد المنان .. وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان ... أتمنى أن تصوبوني وتصصحوا أخطائي التي ذكرت حال وجودها .. وكل يبين وجهة نظره في الموضوع ... وشكرا
أخوكم ومحبكم في الله / النور والحنان .

__________________
... ( بالحب نعيش أجمل حياة ) ...