ومن تاب تاب الله عليه، ومَن أقلع عن المعصية وندم عليها واستقام على الطريقة وحاول أن يجاهد نفسه في سبيل الله، فمن الخير أن تكون صلته بالله غير مفضوحة للناس، فلا ينبغي لأحد أن يخوض في معاصيه السابقة ويكشفها للآخرين مهما كانت، والمدار على استقامة السلوك في الوقت الحالي وليس في الماضي.
فلا داعي لهذه المصارحة التي قد تكون سبباً في الوباء وانهيار الأسرة.
ومن الضروري تحري الحكمة في مثل هذه الأمور، فالحفاظ على أركان البيت المسلم مهم.
على الزوج ألا يبدأ حياته الزوجية بالبحث عن القضايا والأمور والخبايا التي قد تهدم سعادته الزوجية.
وعلى الزوجين أن يعلما أن الماضي ملك لكل شخص والبحث فيه قد يزرع الشكوك والخلافات التي يصعب علاجها.
حكايات وقصص:
تقول زوجة: زوجها في فترة الخطبة ألح عليها كثيرا أن يعرف ماضيها وطمأنها بأن ذلك لن يؤثر على علاقتهما، وأكد أنه لن يحاسبها على الأخطاء إلا التي قد ترتكب بعد ارتباطها به، فاطمأنت لهذا الكلام، وحكت له واقعة بسيطة جداً، وهى أنني كنت معجبة بأحد أساتذتي وأنا في المرحلة الثانوية وكان الأستاذ يبادلني نظرات الإعجاب، ولم يحدث أن تحدثت معه في أي شيء خارج الدروس المدرسية، ولم يتجاوز هذا الأستاذ حدود التربية والتعليم، ورغم مرور خمس سنوات على زواجنا فإن حياتي تنقلب إلى جحيم من وقت لآخر بسبب هذه الحكاية البسيطة، وكثيراً ما تُطرح أسئلة الشك، وتتصاعد الغيرة أحياناً في نفس زوجي لدرجة اعتبارها إهانة فأتعصب بدوري، وندخل في شجار ونكد، وتضيف: لهذا أنصح كل شابة مقبلة على الزواج ألا تحكي لزوجها عن أي هفوة قد تعتبرها هي شيئاً بسيطاً فالصغائر في عين الرجال كبائر، وأحياناً لا تغتفر.
وتروي سيدة حكاية إحدى بنات صديقاتها تزوجت وطلقت خلال ستة شهور بسبب غيرة زوجها الجنونية لأنها كانت مخطوبة لرجل قبله، وهو يعرف ذلك وعائلته تعرف، ورغم ذلك لم تنج من غيرته الجنونية وأسئلته المستفزة لدرجة استحالت معها الحياة.
موظفة ترى بدورها أن كشف أو إخفاء العلاقات العاطفية التي تخص الزوجة قبل الزواج يرجع إلى تقييم الزوجة لعقلية زوجها، وتفهمه ومدى نظرته للأمور؛
فإذا كان غيوراً شكاكاً فلا داعي لأن تحكي له.
أما إذا كان عاقلاً مستنيراً، متسامحاً فيمكن أن تعلن عن ماضيها لكن ببساطة ودون أن تظهر أي ارتياح لهذا الماضي، أو تفلت منها كلمة تمجيد أو ندم على هذا الماضي، بل تصفه بأنه كان في مرحلة عدم نضج عقلي وعاطفي وهى نادمة عليه، وذلك لأن أي رجل مهما أظهر من تفهم للأمور، فإن شيئاً ما بداخله قد يكبر وينفجر في أي وقت دون إرادته وإرادة الزوجة.
المعالجة بترك الخديعة الكبرى
الدول التي تسمح بالاختلاط في جامعاتها، ومواقع العمل، أدى إلى انتشار ظاهرة الزواج العرفي، ووقوع الخطأ بين الجنسين.
في الختام:
المصارحة بين الزوجين اجتماعياً: نصح.
المصارحة بين الزوجين جنسياً: مؤانسة
منقول بتصرف
__________________