منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - رحلتى العلاجية الى ألمانيا مع جيش عرمرم من أسرتى .. بالصور .
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-04-2005, 05:44 PM
  #10
محمد الشرقاوى
كبار شخصيات المنتدى
 الصورة الرمزية محمد الشرقاوى
تاريخ التسجيل: Feb 2005
المشاركات: 1,426
محمد الشرقاوى غير متصل  
مشرفتنا النشيطة ريمونا .. شكرا لمرورك ..

وترى أبو سلطان مسكين ما يسافر سفرة الا مع عيلته !!

شفتى كيف رضخ لأوامر أم سلطان وخدها معه !!

ولا يغرك كلامه انه زعيم حزب المتزوجين الأحرار !!

ما هى الا أحلام تراود خياله ولم ولن ينفذها !!

والى تكملة الرحلة

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــ

وركبنا الطائرة إلى بلاد الرايخ!!









جاء موعد السفر بسرعة .. واستعد كل من كان في البيت للرحلة .. وأحمد الله أن توقيت هذه الرحلة جاء في العطلة الصيفية أو على الأصح في نهاية العطلة الصيفيةإذ لم يبقى على انتهائها سوى شهر واحد أو أقل .. وبدأت زوجتي أم سلطان في تغطية إبنتنا نورا بكل ما وقع تحت يديها من ملابس شتوية ثقيلة!! .. سألتها : ما هذا يا أم نورا ؟! ( هذه الكنية قبل أن يشرف الصغير سلطان!!) .. قالت : نحن ذاهبون إلى ألمانيا والدنيا برد وأخاف على ابنتي نورا أن تمرض!! .. قلت : نحن ما زلنا في بداية أشهر الصيف كما أننا لم نغادر البيت بعد والجو في ألمانيا كما قد علمت جو لطيف فلا داعي لكل هذه الملبوسات التي تجعل من ابنتنا شبيهة بالدب القطبي!! ..



ونجحت بعد مشقة وعنت من ام سلطان في تحرير ابنتي من بعض ما عليها من ملابس كادت أن تكتم أنفاسها بسبب حرص أمها الشديد !! .. أليست هذه أول مولودة ؟! .. والخوف عليها من نسمة الهواء أمر طبيعي؟! .. والأم ليست كالأب في خوفها على أولادها .. والمعادلة لكي تتوازن لا بد أن يكون فيها طرفان س وص .. أحد الوالدين يرخي الحبل والآخر يشد .. تماما كشعرة معاوية .. ويمكن تطبيق هذه المعادلة في تربية الأطفال .. فالأب يقسوا أحيانا والأم تتسامح .. الأب يمسك والأم تعطي .. الأب يمانع والأم توافق .. ولابد من تبادل الأدوار بين الأم والأب .. فيحنوا الأب وتقسوا الأم .. ويعطي الأب وتنع الأم .. ويوافق الأب وتمانع الأم .. والتنقل بين أقصى اليمين واقصى اليسار والالتقاء في الوسط أمر مطلوب في التربية .. هذه هي نظريتي ولا أدري هل يوافقني أحد عليها أم لا ؟! .. أما أنا فمقتنع بها وأطبقها مع أولادي ..

أما إذا كانت التربية كلها لين .. أو كلها شدة فالغالب أن تفشل تربية الأولاد والوقائع حولنا تؤكد ذلك .. واقتضت حكمة الله أن يكون هناك أب وأم .. الأم وحدها لا تستطيع أن تربي ( في الغالب!!) .. والأب وحده لا يستطيع أن يربي ( في الغالب أيضا!!) .. ولم يعد التأثير على الطفل وتربيته مقتصرة على الوالدين في هذا الزمن .. فالمدرسة تؤثر ..والشارع يؤثر .. والأصدقاء يؤثرون .. والفضائيات والإنترنت والفضائيات تؤثر .. والبرتقالة وشعبان عبد الرحيم وأليسا وروبي وإدلع يا كايدهم .. والخادمة والسائق .. ورسائل الـ SMS وستار أكاديمي .. وأفلام الكرتون .. ونانسي عجرم .. والبال توك .. والهندي صاحب البقالة اللي بجنب بيتنا!! .. كل هؤلاء يؤثرون ويشاركوننا في تربية أبنائنا ..

ما الذي جعلنا نتكلم في تربية الأولاد ؟! .. نعم إنها الملابس الشتوية التي كانت
على ابنتي نورا ( ألم أقل لكم إني أعشق الاستطراد كثيرا !!) ..

وأقلعت بنا الطائرة المتجهة إلى مطار فرانكفورت بألمانيا تحمل
أسرة مكونة من ستة أشخاص نحو المجهول!! ..


وكما هو متوقع أو كان متوقعا أو وشيك التوقع !! .. بدأت ابنتي نورا سيمفونيتها المفضلة واستفتحت الرحلة بالبكاء المتواصل دون سبب معروف منذ أن بدأت الطائرة في الارتفاع عن سطح الأرض!! .. حاولنا معرفة ما بها دون جدوى!! .. تبادل أفراد الأسرة جميعهم حملها بلا فائدة .. أخذتها المضيفة وتجولت بها قليلا داخل الطائرة سكتت قليلا ثم عاودت الصراخ والبكاء من جديد .. أعطتها والدتها رضاعة الحليب ولا من مجيب!! .. أعطيناها دواء للمغص .. ما في فايدة!! .. وبقى الحال على ما هو عليه وعلى المتضرر مراجعة القضاء!! .. أو وضع قطن في إذنيه حتى لا يسمع البكاء .. يا نورا يا بنت أبو سلطان اسكتي الله يهديك فضحتينا داخل الطائرة !! .. ما هى طيارة أبونا ولا احنا جالسين فيها بروحنا!


وأنظار الناس تتجه نحونا وترمقنا بسهام نارية لتسكيت أبنتنا ( والله مو بيدنا!!) .. طاح المسافرون الذين يشاركوننا الطائرة من عيني !! .. هل يوجد أفضل من صياح أول مولود ؟! .. بربكم أيهما أفضل صوت بكاء ابنتي نورا أم غناء شعبان عبد الرحيم ؟! .. ولكن وآسفاه فلقد فقدت آذاننا حساسيتها للأصوات الجميلة!! .. أعتقد أننا
الوحيدون على متن الطائرة الذين نصطحب معنا طفلة عمرها ثلاثة أسابيع أو أكثر قليلا ..مما جعلنا نشعر بالتميز على الآخرين .. مما أثار حسد كل من بالطائرة وأخذوا يرمقوننا بنظرات نارية حامية ( هل بكاء نورا وإزعاجها لراحة المسافرين كان هو السبب في تلك النظرات؟!) ..

استمر هذا الحال فترة طويلة من الزمن لنكتشف بعد أن عدنا بالذاكرة إلى الوراء وبحثنا في تاريخ نورا خلال الأيام الماضية أن السبب أكرمكم الله هو الإمساك .. فهي لم تخرج ما في بطنها منذ أربعة أو خمسة أيام .. وعادة ما يكون الطفل الأول حقل تجارب لوالديه لا يعرفون ما به وهو لا يعرف غير طريق البكاء لتوصيل المعلومة وعليهما ترجمة ما الذي يعنيه هذا البكاء! .. بعد أن أتت سارة وسلطان وأخيرا القطة الصغيرة آلاء لم نعد نهتم !! .. وأصبح عندنا تبلد حسي عند سماع بكاء الأطفال !! .. ولم نعد مثل السابق نهرع ونركض ونجري بعد منتصف الليل لأقرب مستوصف لأن البنت عندها مغص!! ..

خلاص صرنا ما نروح المستشفى إلا لما يكون هناك حاجة ماسة للذهاب .. نورا أخذت حقها وزيادة من الدلع والاهتمام أما البقية فمساكين يبكون فلا نهتم بهم راحت عليهم خلاص!! .. مين قال لهم يجون آخر الناس!! .. وعلى قول إخواننا المصريين : اللي سبق أكل النبق !! .. صار عندنا مناعة مكتسبة بعد أول طفل وأسألوا المتزوجين الذين عندهم أكثر من طفل!! ..

كان معنا في الحقيبة حقنة للإمساك أعطيناها إياها بانتظار الفرج من صاحب الفرج! .. وجاء الفرج بعد دقائق معدودة أخلدت بعدها نورا إلى النوم وبراءة الأطفال في عينيها بعد أن أتعبت والديها وأزعجت كل من كان بالطائرة!! .. وكأنك تتابع دعاية شامبو (نونو) أو حفائظ (بامبرز!) .. قوم يا الله يا نونو ناخذ حمام .. مع شامبو نونو تحلى الأحلام!! .. وأخيرا عم الهدوء أركان الطائرة ونامت نورا بسلام! ..


انتهزت فترة الهدوء السكون التي عمت الطائرة وبدأت في مراجعة الميزانية .. والذين يعشقون السكون أنصحهم بركوب الطائرات في الليل بشرط أن لا يكون في الطائرة أطفال .. يعني إذا جيت تحجز إسأل موظف الحجز لو سمحت هل يوجد في الرحلة أطفال ؟!!( دعابة خفيفة بعيدا عن الموضوع!!) .. المبلغ الموجود معي نقدا وشيكات سياحية بالمارك الألماني هو ما يعادل خمس عشرين ألف ..( لم يكن اليورو قد بدأ التعامل به على نطاق واسع في ألمانيا).. والمبلغ الموجودفي بطاقة الفيزا التي تخصني حوالي الثلاثين ألف أستطيع أن أسحب منها نقدا حوالي خمسة عشر ألف عند الطوارئ! .. وعندي ما يعادل خمسة عشر ألف في حسابي بالبنك .. ( مخصوم منها سبعة دولارات دين في عنقي لصاحب البقالة القريبة من بيتنا!!) ..

قيمة السكن لليلتين في فندق ثلاث نجوم تم دفعها مسبقا للمكتب السياحي الذي أتعامل معه .. الفترة التي يتطلبها العلاج غير معروفة! .. المبلغ الذي معي يكفينا من ثلاث أسابيع إلى شهر واحد أو أكثر حسب المصاريف المجدولة والطارئة .. تكاليف المواصلات والتنقلات في ألمانيا غير معروفة إذا كان وضع الوالدة الصحي يسمح من المكن أن نتجول في ألمانيا ونزور بعض الأماكن التي تستحق الزيارة فأنا ما زلت أعتقد بأن تغيير المكان والجو يضفي على النفس الانشراح وقد يسهم في التخفيف عن آلام الوالدة النفسية والجسدية..

كنا قد أحضرنا بعض المؤن والمعلبات الغذائية معنا للطوارئ (بما فيها البهارات و القهوة والشاي والهيل والتمر والرز والجبنة والزيتون وعلب التونة والقشطة ) الوالدة ما خلت شيء لكن نسينا البصل!! .. بس الحمد لله كان عندهم في ألمانيا بصل!!..وكانت الوالدة تبغى تجيب معها كم كيلوا لحم نعيمي لكن لحقت عليها في آخر لحظة وقلت يا يمه ما يحتاج بعدين يخرب علينا اللحم في الطريق!! ..

كان المبلغ الذي معي كافيا في تقديري إذا لم يصب أحد منا بمرض يستدعي
العلاج في المستشفى أو لم يحدث طارئ ما خلال فترة وجودنا هناك ..

دار رأسي من كثرة التفاصيل وتذكرت المثل الذي يقول ((اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب !! ))... ولكن هذا المثل ارتد إلى أعقابه خاسئا خاسرا خائبا عندما اصطدم بالمثل الذي يقول : ( القرش الأبيض ينفع في اليوم الأسود !! ).. تركت هذان المثلان يقتتلان داخل ذهني دون أن أحاول أن أفصل بينهما وأرخيت رأسي الذي بدأ في التثاقل على المخدة وتكورت في الحيز الذي يوفره المقعد الفارغ بجانبي الذي يفصل بيني وبين أم سلطان والذي خصصناه لنورا .........!!!
وحاولت الاسترخاء والتفكير بإيجابية كما ينصحنا خبراء البرمجة اللغوية العصبية !

ونراكم فى فرانكفورت ان شاء الله


أبو سلطان .
__________________

التعديل الأخير تم بواسطة محمد الشرقاوى ; 23-04-2005 الساعة 03:56 AM