
بعد أن أحرقتم زهرة شبابي تسموني بالعانس !!!
بعد أن أحرقتم زهرة شبابي تسموني بالعانس !!!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المعذرة الى كل اخت قد تجرح مشاعرها كلماتي ، فوالله من حرقة قلبي عليكن ، كتبت هذه الكلمات .
عاشت تلك الفتاة في أزقّة احدى المدن، محافظة على سترها وحجابها ، لم يشاهد أي أحد من أبناء حارتها حتى مخرز ابرة من جسدها ، بنت شريفة طاهرة ، يزين وجهها نور العفاف ، أنهت دراستها الثانوية ، والتحقت بالجامعة وأنهتها بجدارة ، وفي كل سنة تنهيها يتقدم بها العمر ، حجب طول البيوت الفارهة بيتهم الصغير ، فعميت أعين الخّطابات عن بيتهم ، ويتقدم عمرها عام فعام ، ولم يطرق الباب فارس أحلامها ،وبعد أن أنهت دراسة جامعتها ، لم يرقّ قلب وزاراتنا حتى في توظيفها ، لعلّها تسلّي وحشتها ، ومضت بها السنين نحو صحراء التيه ، الى أن وصلت الى مرحلة تتعمد فيها ام هذه الفتاة المجروحة ، أن تأخذها معها في جميع المناسبات ، ليس من أجل المناسبة ذاتها ، بل لعلّ وعسى ، تجبر بها ام فارس الاحلام أو اخته ، ومضت السنين في السنين ، وفعلت السنين فعلتها في تهشيم عذريتها ، حتى أفتى أكابر قومنا ، بوجوب تسميتها بالعانس !!!
لا اريد أن أشطح بعيدا هنا ، يكاد لا يخلو زقاق من أزقتنا الا وبه مثل هذه المجروحة ، تأملوا ناشدتكم بربكم !!
اليست البنت مجموعة احاسيس وعواطف !! ماهو حالها حينما يتخطّى عمرها الثّلاثين عاما !!! وهي تشاهد زميلاتها في الدراسة قد تزوجن ، وأنجبن البنين والبنات !! الا تتفكروا في حالها !!! ان من حقها أن تحلم أن تكون ذات بعل يقوم بشؤنها حالها كحال قريناتها ، ويلبّي لها جميع احتياجاتها !!!
ألم تدركوا يوما أنها تحترق شوقا لذلك اليوم الذي تسمع فيه طفلها يناديها يا اماه ، آ آه لوجدك أيتها المجروحة
عندما تريد ان تسلّي نفسها ، تطلب من أخوها الصغير أن يذهب معها الى البحر أو السوق ، وبعد شدة الالحاح والاصرار منها ، يتلطّف عليها أخوها ، بالموافقة على الذهاب معها
أبحروا معي في هذا المشهد المؤلم :
تمشي على البحر مع أخوها ، وتشاهد المجروحة تلك الفتاة يدها بيد زوجها ، وتلك تحمل رضيعها ، وتلك تداعب طفلتها ، بل وذلك الزوج تعلوا ضحكاته مع زوجته ، فتبحر المجروحة في غور أحلامها ، وتتخّيل أنها تمشي مع فارس أحلامها ، وانها تداعب صغيرها ، فتجيش عواطفها الى أقصى ذروتها ، وما أن تفتح رمشيها من الحلم ، الا وهي تسمع صوت أخيها كنعيق الغراب يناديها :
الى هنا وكفى أنت مملّة ، سنذهب الى البيت هيا ، فلديّ موعد مع أصحابي !!! تمسح المجروحة الدمعة من وجنتيها ، وتلملم آهاتها في فؤادها المحروق ، لتحرقها مع أناتها السالفة ، التي تكالبت عليها طوال السنين الخاليات ، تذهب الى بيتها ، وقد أنهك تعب السنين قواها ، وتحدّث نفسها :
هل سأترك هكذا ، هل سأموت دون أن أسمع كلمة ماما ، أم سيجني عليّ قومي مثلما جنوا على أخواتي ، وأجبروهن على الزواج من الرجال الطاعنين في السن ؟؟
هذه كلمات أيعثها الى أصحاب الضمائر في مجتمعنا ، ليبصروا ويتفكّروا في حال العشرات من بناتنا ، اللاتي خنقن بحجاب الحياء !!!
فيا أكابر قومي ، ويا وجهاء بلدتي ، هل ستتركون هذه المجروحة وغيرها من بناتنا الى ما لا نهاية !!
وتسلموهن رهائن لعجلة الزمن التي لا ترحم ، أم تريدون منها أن تخدش حيائها وتنادي زوجوني زوجوني زوجوني!! فهيهات هيهات أن تبوح بعبرتها لمن خذلها
فل تشكّل اللجنات المخلصة من اجل تزويجهن ، ولتشحذ الهمم من اجل اعتاقهن من القهر والرق الذي أذبل زهرة عمرهن ، وكل يعمل من موقعه ، وبسريّة تامة ، ساهموا في تزويجهن ، ولا تتركوهنّ
فوالله الذي تخرّ له الجباه ساجدة :
لقد ضاق بهنّ رحب الفضاء ذرعا ، من اعرافنا وتقاليدنا التي ما أنزل الله بها من سلطان .
والصلاة والسلام على سيدتي ومولاتي خديجة ام المؤمنين ، التي خطبت أشرف الخلق محمد صلى الله عليه وآله ، ونحن أضعنا هذه السنّة الشريفة بجهلنا ، ولم نمهّد لها السبيل والطريق .
تحياتي للجميع
بهجة الروح
تم تعديل الخط والعنوان
مراقبه عامة LittleLulu
التعديل الأخير تم بواسطة LittleLulu ; 26-04-2005 الساعة 05:41 AM