دمعة يتيمة .. نزلت من عين مطلقة في ليلة طلاقها ... من عين واحدة .. نزلت لتحرق وجنتها الباردة .. التي طالما استقبلت سيلاً من الصفعات ...

تذكرت هذه المطلقة .. جديدة العهد بهذا المسمى .. مثل هذه الليلة التي كانت تقظيها تحت وطأة ظلم ذاك السكير .. الذي يشرب ... فيعود ليسقيها مر ماشرب .. من صفعات وركلات .. حتى سقط طفلها الذي يتم شهره الثالث في أحشائها ...

ثم شهقت شهقتها الأولى بعد هذه الدمعة لتستجمع دفئ صمتها الحارق .. ففي هذا الوقت الذي نعمت هي فيه بإنزال تلك الدمعة كانت تسابق الظلم ... وتحتظن العذاب تحت ذاك السقف الذي يواسيها بنقظ الماء .. المتسربة في ذلك المنزل المترنح بذاك الحي الشائك .. شخص .. وبيت ... وحي ... وعذاب وظلمه .. وصوت يإن ليستعجل الرحمة ..

رفعت يداها بعد هذه الدمعة ... شكرت الله وذرفت دموع الشكر ... فهذه الدموع تستحق أن تذرفها لشكره تعالى .. أما تلك الدمعة هي آلاف الدموع التي جمعتها لتنزلها يتيمة .. فهو لا يستحق حتى الدمعة ...

هذه هي الحياة ... نعمة بعد نقمة ... وليس نقمة بعد نعمة ... الطلاق أحياناً نعمة تستحق الشكر ...

__________________
دمعة حارقة