الأخ الفاضل المواجه ..
إن هذا الإنسان الذي نشأ في ظل هذا الظرف المؤلم ؛ سيبقى ضحية للمجتمع الذي تحكمه سلبيات إجتماعية طبقية كادت أن تمحي معالم الإسلام السمحة ..
أخي الكريم إن الجرح قد أصبح غائراً إلى أبعد مما تتصور .. أبعد بكثير .. ولو كان مجتمعنا مجتمعاً يحذو حذو المجتمع الأول في صدر الإسلام الذي انتهج كلمة ( إن أكرمكم عند الله أتقاكم ) لنزاحت عن كواهلنا الشيء الكثير .. الكثير ..
دعني عزيزي أنحو بك إلى ما يؤلم ألماً منغصاً .. قد يزيد ألمك معي ..
وأنقل لك واقعة مؤلمة .. لي قريب جداً يحتل مركزاً مرموقاً في الشئوون الإجتماعية .. ويملك قلباً حياً عطوفاً مؤمناً .. في احدى الفتراات عين مديراً على دار للملاحظة للأيتام .. ثم مشرفاً على الدور في المملكة كلها .. دائماً ما نجلس خاصة وأني عملت فترة مشرفاً في قسم الأيتام في احدى الجمعيات الخيرية .. فمما نقل لي هذا القريب وهو يحترق .. قال : (( إن ما نعانيه من جفوة المجتمع أنهم لا ينظرون إلى الأطفال بنظرة عنصرية طبقية ؛ فالملاجئي في الدولة كلها تكتظ من الأطفال " السُمر " فلا ترضى أسرة مما تريد أن تحتضن اليتيم أو اللقيط لأجل لونه فقط وجعدة رأسه ، مما تسبب لدينا حالات جنوح كثيرة وخطيرة " ))
أرأيت .. هذا طفل .. وقد لا يتجاوز السنة .. يحرم من كل عطف ودفء وحنان .. لأن الله خلقه " أسمراً " .. فأي قسوة في قلوبناً ..
نسأل الله أن يلطف بنا .. ويلم شعث قلوبناً .. و لايكلنا لأنفسنا طرفة عين ..
ضياء