مرحبا أم فيصل..
هل أخبرك بسر؟
والدتي رحمها الله كانت شعلة نشاط .. وكانت امرأة عملية تقدر المسؤولية وتتحملها وتستطيع القيام بأي شيء .. والنتيجة أن والدي استمرأ الاتكال عليها في كل الأمور .. فكبرنا ونحن نراها هي رب وربة البيت في آن واحد ووالدي لا علاقة له بأي شيء!!!
والحقيقة أنني أخذت عنها جزءاً كبيراً من هذا الطبع .. ولأنني كذلك فبعد وفاتها كان من الطبيعي أن يبحث والدي عمن يستطيع الاعتماد أو الاتكال عليه فيما كانت تقوم به أمي .. ونظراً لأنني كنت الأكثر تواجداً في المنزل فقد فوجئت بأنني على وشك أن أصبح مثل أمي رحمها الله في تحمل الكثير من الأعباء التي يفترض في الأساس أنها من مسؤوليات رجل البيت.
ومثال ذلك أنني وجدت نفسي مطالبة بأن أشتري حاجيات البيت .. وأذهب لمكتب الخدمات لاختيار خادمة للمنزل .. وأن أذهب لدفع فواتير الهاتف .. وحتى تجديد رخصة القيادة وملكية السيارة .... وأحياناً أخذ السيارة للتصليح إن أصابها عطل ما!!!!!!!!!!!!!!
وبصراحة لم أسمح ولم أرضَ بأن أقوم بهذا الدور طويلاً .. واتخذت موقفاً صارماً وامتنعت تماماً عن القيام بهذه الأمور .. وأصبحت أرفض حتى أن أذهب لشراء الخبز من المخبز.
فالإنسان يا عزيزتي حسب ما يعتاده .. فإن كنت كريمة وتحملت عنه بعض الأعباء فلا تستغربي أن يحاول تحميلك أعباءً إضافية طالما أنك تتحملينها بنفس راضية ولسان صامت .... فمن تتوفر له الراحة ويرفضها؟؟!!!!!
ويبدو أن قليلين هم من يفهمون المعنى الحقيقي للمسؤولية ويسعون بجد واجتهاد لتحملها!
لذلك أنصحكِ في البداية بالتحدث مع زوجك بهدوء وحزم .. وإفهامه أنه قد آن الأوان لأن ترجع الأمور إلى نصابها الصحيح بحيث يمارس كل منكما مسؤوليته ويقوم بواجباته المفروضة عليه .. وامتنعي عن القيام ببعض الأمور لعله يستشعر خطأه وإهماله .. ويمكنكِ تطبيق نصيحة الأخ كينج ياسر بادعاء المرض أو الانشغال بأمر آخر مثلاً إن كنتِ لا ترغبين في مواجهة ساخنة معه .. فإن سمع ووعى فنعمة وحمد .. وإلا فلا سبيل أمامكِ إلا الامتناع الصريح عن تحمل مسؤوليات لا تدخل ضمن واجباتكِ.
وبصراحة لا أرى من حقه أن يحاسبك على أي تقصير طالما أنه هو المقصر الأكبر بعد أن تخلى عن واجباته تجاهك وتجاه أسرته.
تحياتي لكِ.
__________________
اللهم طِيبَ الأثر .. وحُسْنَ الرحيل.