منتدى عالم الأسرة والمجتمع - عرض مشاركة واحدة - ( الـمـنـحـوس مـنـحـوس لـو عـلـقـوا عـلـى راسـه فـانـوس )لا أسـتـطـيـع
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-05-2005, 10:11 PM
  #1
aboanas
من كبار شخصيات المنتدى
تاريخ التسجيل: Jul 2003
المشاركات: 3,186
aboanas غير متصل  
Unhappy ( الـمـنـحـوس مـنـحـوس لـو عـلـقـوا عـلـى راسـه فـانـوس )لا أسـتـطـيـع

- أول كلمة في قاموس العاجزين ..

- أول نصيحة يقدمها لك الشيطان ..

- أول دليل على فتور الهمة ..

- وأول علامة على الاستسلام للخطأ في داخلنا .. وعدم التفكير في تغييره ..

لا أستطيع ... كلمة بريئة في ظاهرها تحسب ناطقها لأول وهلة ضعيفا يستحق الشفقة .. لكن الشر كل الشر يكمن في جوف هذه اللفظة المقيتة وبين حروفها ..

هي بداية الضياع ونهايته .. فالمرء ان بدأ حياته بها .. سيظل دائما لا يستطيع .. ويختم حياته أيضا ب ( لا أستطيع ) ..

ولكن هذه اللفظة لم تنطبع عليها نفوسنا من لا شيء .. فهناك عشرات الحكم الشعبية التي لا تستحق أن يطلق عليها حكم .. والتي تهدم صفة الاهتمام بالتغيير

هدما متواصلا كلما تكررت على آذاننا ومن ذلك قولهم ( من شب على شيء شاب عليه ) وكذلك ( الطبع يغلب التطبع )

وان كان في هذه الأقوال شيء من الواقعية .. الا أنها ينبغي ألا تعمم على سائر الأحوال .. وألا تتخذ شعارا في الحياة ..

أذكر الآن شخصية في حياتي كانت دائما تردد المثل الشعبي ( المنحوس منحوس لو علقوا على راسه فانوس ) ظان بل معتقدةأن هذا المثل ينطبق عليه ..

وظل طوال عمره ولا يزال تدور في هذه الحلقة المفرغة من نحس الى نحس .. هل تعرفون لماذا ؟؟

ان هذا السيد أولا :
أساء الظن بالله .. فالله لم يخلقنا ليتعثر حظنا على الدوام بل يوم لك ويوم عليك و يتبع العسر يسرا .. هذه قاعدة كونية لا يمكن انكارها وقد قال الله جل جلاله

في الحديث القدسي : ( أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء ) فان أنت ظننت بأن الله لن يختار لك الا الخير ولن يصيبك الا بما هوأفضل لك .. وان

توقعت لنفسك مستقبلا ناجحا زاهرا يمتن به الله عليك فسوف تحصل على ما ظننته ( ولئن شكرتم لأزيدنكم ) وان أنت ظننت أنك عاثر الحظ وأن الله لن يؤتيك

خيرا أبدا فانك ستحصل على ما ظننت وفي كلا الحالتين تستحق ما يجري لك ..

ثانيا :
لم يحاول هذا السيد أن يفكر بالايجابيات الموجودة في حياته بل ركز على السلبيات .. أو بعبارة أخرى اهتم بالنقم وتجاهل النعم .. فكيف سيسعد ؟؟ وكيف سيبتعد النحس عنه ؟؟

ان الاستسلام للواقع وعد التغيير أسوأ جريمة يرتكبها الانسان في حق نفسه .. وهذه الجريمة يعبر عنها الانسيان بلفظة لا أستطيع ..

هل عرفتم الآن ما هو الشر الكامن فيها ؟؟

بقيت نقطة واحدة :

ان كان عدم المقدرة على فعل أوامر الاسلام والابتعاد عن نواهيه ناجم عن انتفاء المعرفة باهتمام الاسلام بمصلحة الفرد وصحته وسعادته .. فان الأيام تكشف

لنا ذلك في حقائق مذهلة سواء صدرت عن أطباء أو علماء أو حكماء ..

والأجر الذي يأخذه ابن آدم على تربية نفسه .. انما يأخذه للتعب الذي يبذله في دفع هذه النفس الخاملة الى العمل .. وليس على العمل نفسه .. والأمر حقيقة

صعب بعض الشيء لكن ما ان ننطق بكلمة ( لا أستطيع ) حتى تنهار كل بواعث الخير والرغبة في العمل فينا ..

والالتزام بأحكام ديننا لا تكون كلها بالالهام والفطرة والتعود .. بل نجد أن الكثير منها يحتاج الى صبر ومجاهدة .. ولو كانت جميع الأعمال تنال بهذه السهولة

لما وردت كلمة ( جهاد النفس ) أو الجهاد بالعموم في قاموسنا ..
ان كلمتي الجهاد ولا أستطيع متناقضتين تناقض الماء والنار .. فاختاروا لأنفسكم
__________________
هـــدفـــي الــجــنــة