حكاية حقا مؤثرة و محزنة . الزوج فعلا مخطيء عندما استجاب لطلب زوجته للطلاق كان الاولي أن يقدر أنه اندفاع منها في لحظة غضب و حتي ان لم تكن لحظة غضب فمن المفروض ان يعرض عليها الصلح و يحاول أن يلتقي معها في منطقة وسط و ان فشل فليحاول أن يلجأ لشخص يثقا فيه هما الأثنان ليصلح بينهما فأن فشل فاليحاول ان يترك لها فرصة للتفكير جيدا في قرارها مع محاولاته المستمرة للتقرب منها و تزكيرها بزكرياتهم الجميلة فأن فشل فليس أمامه الا ابغض الحلال . هكذا كان يجب علي الزوج أن يفعل لا أن يطلقها بمجرد أن تطلب منه ذلك .
كذلك الحال في الطلقة الثانية كان يجب أن يحاول أن يقنعها باللين و المحبة و كان لزاما عليه أن يوجد لها البديل أما بمزيد من أهتمامه بها أو مزيدا من الوقت لها أو يجعلها تشترك في أحد النوادي النسائية أو أي نشاط نسائي آخر . أما اذا رفضت الزوجة ترك عملها بعد أن عرض عليها الزوج كل هذه البدائل فيستطيع الزوج أن يلجأ لقانون العقوبات و يبدأ أولا بالتقليل من الأمور الأيجابية كالفسح و التبسم و الجلسات الرومانسية و الهدايا و غيرها فان اصرت الزوجة و لم تستجيب فيستطيع الزوج أن يصعد الموقف و يقوم بحذف كل الأيجابيات كالخروج و الفسح و الهدايا و الحوارات و التبسم و الكلام الحلو و غيرها . فان اصرت الزوجة فيستطيع الزوج أن يلجا للجانب السلبي في قانون العقوبات و هو عبوس الوجه و عدم الكلام معها و أهمالها تماما و عدم الأكل معها . فان لم تستجب فسيلجأ الزوج للمرحلة قبل النهائية و هي هجرها في الفراش و في الغرفة و تهديدها بالطلاق . فأن لم تستجب فعلية بالمرحلة النهائية و الأخيرة فاليحكم أحدا من أهله و آخر من أهلها و يتفقا علي الرضا بحكمه . فأن حكم للزوج و أبت الزوجة تنفيذ الحكم فهنا يستطيع الزوج أن ...................
يقدر الأمر بأمره و يحاول أن يحسب المكاسب و المفاسد و خير الخيرين و شر الشرين و عليه يتخذ قراره اما أن يطلقها أو أن يحتمل هذا العيب منها .
أما طلاقة لها المرة الثالثة فالزوج هنا مقصر بشكل مخيف فلو أنه كان قائما بواجبه كزوج كما يجب لاستطعنا أن نجزم أن الزوجة هنا تستحق الطلاق بلا رحمة . أما و الزوج علي هذه الحال فنحن هنا لا نبرر الخيانة لكنها ليست خيانة بمعناها العام بل هو مجرد استهتار أو عبث أو أستهانة بأمر تراه الزوجة ليس كبيرا بأعتبار أنه لم يراها و لم تحادثه صوتيا . و هنا يجب علي الزوج تأنيبها و توبيخها و تزكيرها بالله و تعريفها بحجم الخطأ الذي أرتكبته و أن يحاول جديا في أن يملأ الفراغ الذي تركه في حياتها . الطلاق ليس بهذه البساطة التي تجعل الأنسان يأخذ مثل هذا القرار في دقائق . و ليبارك الله في اسر المسلمين و يجعلها عامرة دائما بالود و الرحمة .