الأخت الفاضلة ( أم خلودي )
حياكِ الله وبياكِ ... وجعل الجنة مثواي ومثواكِ ... والسامعين جميعاً ..
أختاه .. قد يصاب المرء من الله عز وجل بابتلاء واختبار .. كما أخبرنا نبينا محمد صلى الله عليه وسلم أن الرجل يبتلى على قدر دينه .. فإن كان في دينه صلابه زيد له البلاء حتى يمشي على الأرض ولم يبق عليه خطيئة ...
ولكن على النقيض قد يكون البلاء بسبب ضعف الدين والوازع الديني .. والبعد عن الله عز وجل .. وليش شرط الابتعاد هنا ابتعاد القلب ... قد يشعر الإنسان أنه يفعل الطاعات وهو قريب من الله تبارك وتعالى .. ولكن يكون لديه أعمال وأفعال تغضب رب العزة والجلال ...
والفرق أختاه بين البلائين هو أن الأول بسبب أن الله يحب ذلك العبد ويريد أن يرفع له الدرجات أو يكفر عنه السيئات ... وأما البلاء الثاني فعادة الله فيه عز وجل أنه عقاباً منه سبحانه .. ودليل على ضغب الله وسخطه .. ولكن ما أكرم ربي .. فوعزته وجلاله هو في النهاية دليل على حب الله لأنه يريد بهذا العبد خيراً بأن عجل له العقوبة في الدنيا .. يريد من عبده أن يتنبه لخطئه ويتوب ...
لا أريد الخروج عن الموضوع أختاه ... سامحيني لعلكِ فهمت ما أقصد هنا ... فعلى ما يبدو من ازدحام أسطر القصة أن صاحب المكشلة الرئيس ... هو الجوال الذي كنتِ تمتلكينه ... فهو حين أجابك بـ
" لا أدري " حين سألتِهِ عن سبب عدم المجامعة الشرعية التي كان يفعلها معكِ سابقاً ... كان السبب مشاعدة الشذوذ في تلك التي تركتِ المجال له في المشاهدة ... وظننتِ أنكِ بترككِ له مشاهدها في جواله أن ذلك خير من أن يشاهدها عند غيركِ ومن ورائكِ ... فكنتِ السبب دون أن تشعري في تغيره ....
أختاه .. لست أرى ما بقي إلا أن يذكر بالله عز وجل .. ويذكر بأن معصية الله تبارك وتعالى في هذا الأمر توجب سخط الله وغضبه ... وأرى أن يستمع لبعض الأشرطة التي تذكر بالموت ... فالموعظة سياط القلوب ... ولعل أسلوب السماح يكون بطريقة غير مباشرة كما كانت في مشاهدة تلك الصور من جوالك بطريقة غير مباشرة ...
أختاه أعتذرُ إليكِ إن كان في كلامي بعض من القسوة ... فوالله ليس هدفي التعنيف البتة .. وإنما هو التذكير والمسؤولية ... وإنني أهون عليكِ المسألة ... فبالاستمرار على دعاء الله تبارك وتعالى في ثلث الليل الآخر ... ورجائه بأن يعيد زوجكِ كمان كان ... مع بذلك أنتِ للأسباب معه ... إن شاء الله يكون كما كان وأفضل ... ولا يوجد شيء مستحيل .. فكل شيء ممكن أن يحصل .. فوكلي أمركِ إلى الله واستعيني به .. لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ... وابدأي بإصلاح نفسكِ .. يصلُح لكِ من حولكِ إن شاء الله .
اسمعي معي إلى هذا القول الجميل المميز من كلام ربك الذي يحبك : (( ِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ))
داعياً لك من كل قلبي بأن يكتب الله لكِ التوفيق والسداد ... وياشدة ما بعدِك إلا الفرج بإذن الله
تحياتي ؛؛؛
__________________
... ( بالحب نعيش أجمل حياة ) ...