تجربة زواجك من ابنة عمك جعلتك تقدّر كل الصفات الحلوة اللي بزوجتك الجديدة بصورة مضاعفة (على الأقل يعود لها الفضل في ذلك) ، ومن المعروف أن أي تجربة فاشلة لها طرفين وأنا لا أضع كل اللوم على زوجتك كما فعلت أنت ولا أضعه عليك، بل أنتما تتشاركان المسئولية والاعتراف بذلك يدل على نضج الشخص.
أخي، هل تعرف بأن نظرتك لابنة عمك كإنسانة سيساعدك أنت على الارتقاء بنفسك، أنا لا أمدح زوجتك الأولى ولكن أحسن الظن فيها كما أمرنا الرسول عليه الصلاة والسلام .
الزواج في قاموسي هو مساعدة كل طرف الآخر على النمو في كافة الجوانب وإن كانت زوجتك الأولى قد منعت نموك في جانب من الجوانب بل (وحطمت نفسيتك كما قلت) فلا أحد يجبرك على العيش معها.
مشاعر الحب عندك عارمة فياضة لأنك كنت بانتظار من يملك مفتاح الحنان، حسن التصرف، وهنا جاءت زوجتك الثانية ليتفجر هذا السيل المخزون من المشاعر الرقيقة، على ما يبدو ابنة عمك لم تملك المفتاح.
أخي لابد أن تتذكر بأن سعادة الإنسان هي حالة عقلية لا تتعلق بشخص معين أو بظرف معين، لا تعلّق كل سعادتك على أفعال تفعلها زوجة أو لا تفعلها كن أنت المبادر أغدق الحب على من حولك ولا تنتظر مقابلا ...
نحن لا نستطيع أن نمنحك ضميرا خاليا من اللوم على تركك ابنة عمة (على الرغم من أنك تحمد الله على تطليقها) و تذكر أن الله الذي أنعم عليك بهذه الزوجة الرائعة (والوحيدة كما تصفها) قد أمرنا بمجاهدة أنفسنا حتى في حياتنا الزوجية، من يدري لعلك قد حصلت على أجر عظيم لصبرك على ابنة عمك من يدرى لعلها تكون سببا في دخولك الجنة. أذكر للرسول حديثا يقول فيه "لا يعضل مؤمن مؤمنة إذا كره منها خلق رضي منها آخر"
أخي لا تكرر نفس الخطأ مع زوجتك الأولى لا تراكم مشاعر الاستياء في نفسك تعلّم أن تفضي قلبك من كل حقد تجاه أي مؤمن ولا تترك للشيطان على نفسك سبيلا
وأخيراً لا تنسى أن هذه الدنيا دار اختبار والراحة فيها لا تكتمل.
وفقك الله لما فيه الخير وأسعدك في الدنيا والآخرة